بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٠٦
أسحر من محمد " إن الباطل كان زهوقا " أي مضمحلا ذاهبا هالكا لا ثبات له (1).
وفي قوله تعالى: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ": أي نعمة عليهم، قال ابن عباس:
رحمة للبر والفاجر والمؤمن والكافر، فهو رحمة للمؤمن في الدنيا والآخرة، ورحمة للكافر بأن عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والمسخ، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله قال لجبرئيل لما نزلت هذه الآية: هل أصابك من هذه الرحمة شئ؟ قال: نعم، إي كنت أخشى عاقبة الامر فآمنت بك لما أثنى (2) علي بقوله: " ذي قوة عند ذي العرش مكين (3) " وقد قال صلى الله عليه وآله: " إنما أنا رحمة مهداة " وقيل: إن الوجه في أنه نعمة على الكافر أنه عرضه للايمان والثواب الدائم وهداه وإن لم يهتد، كمن قدم الطعام إلى جائع فلم يأكل فإنه منعم عليه وإن لم يقبل (4).
وفي قوله تعالى: " النبي صلى الله عليه وآله أولى بالمؤمنين من أنفسهم ": قيل: فيه أقوال:
أحدها: أنه أحق بتدبيرهم، وحكمه عليهم أنفذ من حكمهم على أنفسهم لوجوب طاعته (5).
وثانيها: أنه أولى بهم في الدعوة، فإذا دعاهم النبي صلى الله عليه وآله إلى شئ ودعتهم أنفسهم إلى شئ كانت طاعته أولى لهم من طاعة أنفسهم (6).
وثالثها أن حكمه أنفذ عليهم من حكم بعضهم على بعض، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله لما أراد غزوة تبوك وأمر الناس بالخروج قال قوم: نستأذن آباءنا وأمهاتنا، فنزلت.
وروي عن أبي وابن مسعود وابن عباس أنهم كانوا يقرؤون: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم " وكذلك هو في مصحف أبي، وروي ذلك عن

(١) مجمع البيان ٦: ٤٣٤ و ٤٣٥.
(٢) في المصدر: لما أثنى الله.
(٣) التكوير: ٢٠.
(4) مجمع البيان 7: 67.
(5) في المصدر: وحكمه أنفذ عليهم من حكمهم على أنفسهم خلاف ما يحكم به، لوجوب طاعته التي هو مقرونة بطاعة الله تعالى.
(6) وهذا قريب من الأول.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402