بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٠٣
المشهور أي من جنسكم، قيل: ليس في العرب قبيلة إلا وقد ولدت النبي صلى الله عليه وآله وله فيهم نسب، وقيل: معناه أنه من نكاح لم يصبه شئ من ولادة الجاهلية عن الصادق عليه السلام " عزيز عليه ما عنتم " أي شديد عليه عنتكم وما يلحقكم من الضرر بترك الايمان " حريص عليكم " أي على من لم يؤمن " بالمؤمنين رؤوف رحيم " الرأفة: شدة الرحمة. قال الطبرسي رؤوف بالمطيعين، رحيم بالمذنبين، أو رؤوف بأقربائه، رحيم بأوليائه، أو رؤوف بمن رآه، رحيم بمن لم يره، وقال بعض السلف: لم يجمع الله لاحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلا النبي صلى الله عليه وآله، فإنه قال: " بالمؤمنين رؤوف رحيم " وقال: " إن الله (1) بالناس لرؤف رحيم (2) ".
" فإن تولوا " عنك وأعرضوا عن قبول قولك والاقرار بنبوتك " فقل حسبي الله " أي الله كافي.
قوله تعالى: " أفمن كان على بينة من ربه " المراد به النبي صلى الله عليه وآله، والبينة القرآن، أو الأعم منه ومن المعجزات والبراهين، أو المؤمنون، والبينة: الحجة " ويتلوه شاهد منه " أي ويتبعه من يشهد بصحته منه، فقيل: هو جبرئيل يتلو القرآن على النبي صلى الله عليه وآله، وسيأتي الأخبار المستفيضة بأنه أمير المؤمنين عليه السلام، وذهب إليه كثير من مفسري الخاصة والعامة، وقيل: هو ملك يسدده ويحفظه، وقيل: هو القرآن على الاحتمال الأخير " ومن قبله " أي قبل القرآن أو محمد صلى الله عليه وآله " كتاب موسى " يشهد له " إماما " يؤتم به في أمور الدين " ورحمة " أي نعمة من الله على عباده " أولئك يؤمنون به " أي النبي والشاهد، أو الشاهد باعتبار الجنس، فإنه يشمل الأئمة عليهم السلام، أو المؤمنون يؤمنون بالنبي، أو القرآن " ومن يكفر به من الأحزاب " أي من مشركي العرب وفرق الكفار " فالنار موعده " مصيره ومستقره " فلا تك في مرية " أي في شك " منه " أي من القرآن، أو الموعد، والخطاب للنبي صلى الله عليه وآله، والمراد به الأمة أو عام.
قوله تعالى: " لعمرك " قال الطبرسي رحمه الله: أي وحياتك يا محمد، ومدة بقائك (3)،

(١) البقرة: ١٤٣، والحج: 65.
(2) مجمع البيان 5: 85 و 86.
(3) في المصدر: ومدة بقائك حيا.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402