بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣١١
الصحابة وخيار المؤمنين " وهو العزيز " الذي لا يغالب " الحكيم " في جميع أفعاله " ذلك فضل الله " يعني النبوة التي خص الله بها رسوله " يؤتيه " أي يعطيه " من يشاء " بحسب ما يعلمه من صلاحه للبعثة وتحمل أعباء (1) الرسالة " والله ذو الفضل العظيم " ذو المن العظيم على خلقه ببعث محمد صلى الله عليه وآله (2).
وفي قوله تعالى: " قد أنزل الله إليكم ذكرا " يعني القرآن، وقيل: يعني الرسول، روي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام " رسولا " إما بدل من " ذكرا " فالرسول إما جبرئيل أو محمد صلى الله عليه وآله، أو مفعول محذوف، أي أرسل رسولا، فالرسول محمد صلى الله عليه وآله، أو مفعول قوله: " ذكرا " أي أنزل إليكم أن ذكر رسولا، فالرسول يحتمل الوجهين، ويجوز على الأول أن يكون المراد بالذكر الشرف، أي ذا ذكر، والظلمات الكفر والجهل، والنور الايمان والعلم (3).
وفي قوله تعالى: " إنا أعطيناك الكوثر ": اختلفوا في تفسير الكوثر، فقيل: هو نهر في الجنة، وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: نهر في الجنة أعطاه الله نبيه عوضا من ابنه.
وقيل: هو حوض النبي صلى الله عليه وآله الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة وقيل: الكوثر: الخير الكثير، وقيل: هو النبوة والكتاب، وقيل: هو القرآن، وقيل: هو كثرة الأشياع و الأتباع (4)، وقيل: هو كثرة النسل والذرية، وقيل: هو الشفاعة، رووه عن الصادق عليه السلام، واللفظ محتمل للكل (5)، فيجب أن يحمل على جميع ما ذكر من الأقوال، فقد أعطاه الله سبحانه الخير الكثير في الدنيا، ووعده الخير الكثير في الآخرة " فصل لربك وانحر " أمره سبحانه بالشكر على هذه النعمة العظيمة بأن قال: " فصل " صلاة العيد " وانحر "

(1) الأعباء جمع العبء: الثقل والحمل.
(2) مجمع البيان 10: 284.
(3) مجمع البيان 10: 310.
(4) في المصدر: كثرة الأصحاب والأشياع.
(5) وإن كان المعنى السابع أنسب لسبب النزول وأظهر لقوله: ان شانئك هو الأبتر.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402