بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣١٢
هديك وقيل: فصل لربك صلاة الغداة المفروضة بجمع (1)، وانحر البدن بمنى، وقيل صلى المكتوبة واستقبل القبلة بنحرك، وتقول العرب: منازلنا تتناحر، أي هذا ينحر هذا، أي يستقبله.
وعن علي عليه السلام معناه ارفع يديك إلى النحر في صلاتك.
وعن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: " فصل لربك وانحر " هو رفع يديك حذاء وجهك.
وروى عنه عليه السلام عبد الله بن سنان مثله.
وعن جميل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: " فصل لربك وانحر " فقال: بيده هكذا، يعني استقبل بيديه حذو وجهه (2) القبلة في افتتاح الصلاة.
وعن حماد بن عثمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النحر، فرفع يده إلى صدره فقال: هكذا، ثم رفعها فوق ذلك، فقال: هكذا، يعني استقبل بيديه القبلة في استفتاح الصلاة (3).
" إن شانئك هو الأبتر " معناه أن مبغضك هو المنقطع عن الخير، وهو العاص بن وائل، وقيل: معناه أنه الأقل الأذل بانقطاعه عن كل خير، وقيل: معناه أنه لا ولد له على الحقيقة، وأن من ينتسب إليه ليس بولد له، قال مجاهد: الأبتر: الذي لا عقب له، وهو جواب لقول قريش: إن محمدا لا عقب له، يموت فنستريح منه، ويدرس ذكره، إذ لا يقوم مقامه من يدعو إليه فينقطع أمره، وفي هذه السورة دلالات على صدق نبينا صلى الله عليه وآله

(1) جمع بفتح فسكون: المزدلفة. المشعر. سمى جمعا لاجتماع الناس به.
(2) في المصدر: حذاء وجهه.
(3) وروى الطبرسي ما في معناه من طرق العامة قال: روى عن مقاتل بن حيان، عن الأصبغ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لما نزلت هذه السورة، قال النبي صلى الله عليه وآله لجبريل:
ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال: ليست بنحيرة، ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع، وإذا سجدت، فإنه صلاتنا و صلاة الملائكة في السماوات السبع، فان لكل شئ زينة وإن زينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402