بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣١٨
وصيا، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي، وأعطاه الالهام، وأسري بي إليه، وفتح له أبواب السماء (1) والحجب حتى نظر إلي ونظرت إليه، قال: ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وأمي؟ فقال: يا ابن عباس إن أول ما كلمني (2) به أن قال: يا محمد انظر تحتك، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلي أبواب السماء قد فتحت (3)، ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي (4) فكلمني وكلمته وكلمني ربي عز وجل فقلت: يا رسول الله بم كلمك ربك؟ قال: قال لي: يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فأعلمه، فها هو يسمع كلامك فأعلمته، وأنا بين يدي ربي عز وجل، فقال لي: قد قبلت وأطعت، فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ففعلت، فرد عليهم السلام ورأيت الملائكة يتباشرون به، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء، إلا هنئوني وقالوا لي: يا محمد والذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض، فقلت: يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟ فقال: يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش، فإنهم استأذنوا الله عز وجل في هذه الساعة، فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب فنظروا إليه، فلما هبطت جعلت اخبره بذلك وهو يخبرني به، فعلمت أني لم أطأ موطئا (5) إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه، قال ابن عباس: قلت: يا رسول الله أوصني، فقال: عليك بمودة علي بن أبي طالب، والذي بعثني بالحق نبيا، لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن

(١) في الفضائل: أبواب السماوات.
(٢) في الروضة: كلمني ربى، وفي الفضائل: كلمني به ربى.
(٣) في الفضائل: قد انفتحت. وفي الروضة: فنظرت وإذا بالحجب قد اخترقت، وأبواب السماء قد تفتحت، حتى نظرت.
(4) في الروضة: إلى السماء.
(5) في الروضة: ما وطأت موضعا إلا وقد كشف له حتى نظر إلى ما نظرت إليه، فعند ذلك قال ابن عباس: يا رسول الله أحب أن توصيني بشئ قال: يا ابن عباس اعلم أن الله عز وجل لا يقبل حسنة من أحد حتى يسأله اه‍.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402