منتهى المطلب (ط.ق) - العلامة الحلي - ج ١ - الصفحة ٤٧٠
كتاب الزكاة بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب الثالث، في الزكاة والخمس وفيه مقدمة ومقاصد أما المقدمة ففيها فصول:
{الفصل الأول}، في ماهيتها: الزكاة في اللغة يقال بمعنى الزيادة والنمو، والثاني التطهر يقال زكا المال إذا نما وقال الله تعالى: (أقتلت نفسا زكية) أي مطهرة وفي الشرع عبادة عن حق ثبت في المال لشرائط يأتي ذكرها وقولنا ثبت يناول الوجوب والندب وهو أولى من قول من قال حق يجب في المال لأنه يخرج منه الزكاة المندوبة إذا ثبت هذا فنقول الترجيح الشرعي (لمح) فيه المعنى اللغوي لزيادة الثواب وتطهير المال من حق المساكين وتطهير المؤدى من الاثم فإذا طلعت فيهم منها المغني الشرعي لا غير. {الفصل الثاني}، في وجوبها: وهي واجبة بالكتاب والسنة والاجماع قال الله تعالى:
(وآتوا الزكاة) وقال: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) والآيات في ذلك كثيرة وبعث النبي صلى الله عليه وآله معاذ إلى اليمن فقال أعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة ويؤخذ من أغنيائهم فترد في فقراءهم وروى الجمهور عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيمة شجاعا أقرع يفر منه وهو يتبعه حتى يطوقه في عنقه ثم قرأ علينا: (سيطوقون ما (بخلوا) به يوم القيمة) ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الصحيح عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال من تمام الصوم عطاء الزكاة كالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله من تمام الصلاة ومن صام ولم يؤدها فلا صوم له إذا تركها متعمدا ومن صلى ولم يصلى على النبي صلى الله عليه وآله وترك ذلك متعمدا فلا صلاة له ان الله عز وجل بدأ بها قبل الصلاة فقال: (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) وعن ابن مسكان عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد إذ قال قم يا فلان حتى اخرج خمسة نفر فقال اخرجوا من مسجدنا لا تصلوا فيه وأنتم لا تزكون وروى ابن بابويه في الصحيح عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أن الله تعالى فرض الزكاة كما فرض الصلاة الحديث وقد أجمع المسلمون كافة على وجوبها. {الفصل الثالث}، في حكم نفي الزكاة: من منع الزكاة جاهلا عرف وجوبها دين له والزم بأدائها فإن امتنع فويل على ذلك وهذا حكم من نشأ في بادية لم يخالط أهل الاسلام أو كان قريب العهد بالاسلام أما من نشأ بين المسلمين وعرف أحكامهم إذا أنكر وجوبها جهلا به كان مرتدا عن الاسلام لانكاره ما علم من الدين بالضرورة ثبوته أما لو منعها عالما بوجوبها غير مستحل بل معتقدا لتحريم ما ارتكبه فإنه يؤخذ منه من غير زيادة عليها وهو قول علمائنا أجمع وأكثر أهل العلم وقال إسحاق بن راهويه يؤخذ منه وشطر ماله وبه قال النخعي في القديم. لنا: قوله عليه السلام: ليس في المال حق سوى الزكاة وقوله عليه السلام لا يحل مال امرء مسلم إلا عن طيب نفس منه خرج منه مالها أجمع على اخراجه لخروجه عن كونه مالا له فيبقى الباقي حينئذ على المنع احتج إسحاق والشافعي بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله قال في كل أربعين من الإبل السائمة بنت لبون من أعطاها مؤتجرا بها فله أجرتها ومن منعها فأنا أخذوها وشطر ماله (عزمه) من غير ما من ربنا ليس لآل محمد فيها شئ والجواب اتفق العلماء على نسخه فقد روى أنه كان في ابتداء الاسلام والعقوبات في المال ثم نسخ ذلك. * مسألة: ومانع الزكاة مانع لفريضة معلومة من فرائض
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 في الخطبة 2
2 في بيان المقدمات 2
3 في المياه وما يتعلق بها 4
4 في الوضوء وموجباته واحكامه 31
5 في أفعال الوضوء وكيفيته 54
6 في احكام الوضوء وتوابعه و لواحقه 74
7 في موجبات الغسل وأنواعه 78
8 في كيفية الغسل و احكامه 83
9 في احكام الحيض وكيفياته 95
10 في بيان احكام المستحاضة 119
11 في بيان احكام النفاس 122
12 في بيان غسل مس الأموات 127
13 في الأغسال المندوبة 128
14 في احكام النجاسات 159
15 في احكام الأواني 185
16 في الجلود 191
17 كتاب الصلاة 193
18 في اعداد الصلاة 194
19 في المواقيت 198
20 في احكام المواقيت 209
21 في القبلة 217
22 في لباس المصلي 225
23 في ستر العورة 235
24 في مكان المصلي 241
25 في ما يجوز السجود عليه 250
26 في الأذان والإقامة 253
27 في القيام 264
28 في النية 266
29 في التكبير 267
30 في القراءة 270
31 في الركوع 281
32 في السجود 286
33 في التشهد 292
34 في التسليم 295
35 في القنوت 298
36 في التعقيبات 301
37 في قواطع الصلاة 306
38 في صلاة الجمعة 316
39 في صلاة العيدين 339
40 في صلاة الكسوف 349
41 في صلاة الاستسقاء 354
42 في نافلة رمضان 357
43 في الصلوات المندوبة 359
44 في صلاة الجماعة 363
45 فيما يتعلق بالمساجد 386
46 في صلاة المسافر 389
47 في صلاة الخوف والتطريق 401
48 في عدم سقوط الصلاة على كل حال 406
49 في الخلل 408
50 في القضاء 420
51 في احكام الجنائز 425
52 في تغسيل الميت 427
53 في التكفين 437
54 في صلاة الجنائز 443
55 في الدفن 459
56 فيما ورد بعد الدفن 465
57 في فضل الزكاة ومن تجب عليه 470
58 فيمن تجب الزكاة عليه 471
59 فيما يجب فيه الزكاة 473
60 فيما يستحب فيه الزكاة 506
61 في وقت الوجوب 510
62 في المتولي للاخراج 514
63 في مستحق الزكاة 517
64 في احكام الزكاة 526
65 في زكاة الفطرة 531
66 في الصدقات المستحبة المستحبة 542
67 فيما يجب فيه الخمس 544
68 في النصاب 549
69 في بيان سهام الخمس 550
70 في الأنفال 553