فالماركسية لا تشير إلى هذه المضاعفات للشيوعية البدائية، بصفتها عاملا في فشلها واختفائها عن مسرح التاريخ، وقيام الأفراد النشيطين باستعباد الكسالى واستخدامهم في مجالات الإنتاج، بالقوة.
وهذا موقف مفهوم من الماركسية تماما، فإنها لا تعترف بما نجم عن الشيوعية من كسل وخمول شامل، لأن ذلك يضع يدنا على الداء الأصيل في الشيوعية، الذي جد في إطاره منذ فجر الحياة، ويبرهن على أنها لا تصلح للطبيعة الانسانية، ويقدم الدليل على أن ما حصل من مضاعفات مشابهة لذلك، خلال محاولة الثورة الحديثة في روسيا، لتطبيق الشيوعية تطبيقا كاملا لم يكن نتيجة للأفكار الماركسيون، وإنما كانت تعبيرا عن واقع الإنسان ودوافعه ومشاعره الذاتية، التي خلقت معه قبل أن تولد الطبقية، وتناقضاتها وأفكارها.
المجتمع العبودي:
وبتحول المجتمع من الشيوعية البدائية، إلى مجتمع عبودي، تبدأ المرحلة الثانية في المادية التاريخية. وببدئها تولد الطبقية في المجتمع، وينشأ التناقض الطبقي بين طبقة السادة وطبقة العبيد، الأمر الذي قذف المجتمع في أتون الصراع الطبقي لأول مرة في التاريخ، ولم يزل هذا الصراع قائما حتى اليوم بأشكال مختلفة، تبعا لنوعية القوى المنتجة ومتطلباتها.
ومن الضروري ان نثير هنا سؤالا - في وجه الماركسية - عن هذه الانقسامة الفاصلة في حياة البشرية، التي قسمت المجتمع إلى طبقتين: سادة وعبيد: كيف أعطيت فيها السيادة لأولئك، وكتب على هؤلاء الرق والعبودية؟ ولماذا لم يقم السادة بدور العبيد، والعبيد بدور السادة؟
وللماركسية جوابها الجاهز على هذا السؤال، فهي تقول: إن كلا من السادة