مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ١١٥
وهذه يد الله وهذه يد عثمان، ولسان الجمع المقدس عن الميل عن الوسط المقتضى غلبة احكام الخلقية أو الحقية قوله: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى (17 - الأنفال).
ثم نقول: فان عم حكم شهود العارف الولي المشار إليه جميع المقامات والأطوار التي مر عليها أولا في الرتبة الامرية والحال الحجابي وسرى حكم علمه وشهوده في سائر المراتب الوجودية علوا وسفلا، والمقامات الأسمائية العينية بعد الانتظام في سلك الكمل كان من المتحققين بالرتبة الكمالية، وان لم يكمل الدائرة ولم يستوف السير وانقطع في بعضها، كان حظه من الكمال المذكور بمقدار نسبة ما قطع، إلى نسبة تمام ما بقى عليه منها.
فالدائرة الأولى دائرة التمامية من حيث الكمال الإنساني بسر: اعطى كل شئ خلقه (50 - طه).
والثانية من حيث شهوده الوجود الواحد الحق ورؤيته الأشياء بالله وعلى نحو ما سبق التنبيه عليه وعلى درجاته، وهى - أعني الثانية - مرتبة الكمال الإلهي في الطور الإنساني. وإذا حصل الشمول المنبه عليه بالجمع المتضمن للتمحض والتشكيك، المشار إليهما، وسرت ذاته وحكم مرتبته في سائر المراتب والأسماء والمواطن والنشآت والأحوال، وكان مع الحق حيثما كان، ككينونة ربه معه - دون حيث مقيد ولا مع - حصل له الكمال الإنساني في طور حضرة الألوهية.
ولهذا السر تتمة يحرم كشفها الا لافرد كامل مستوف شروط الكمال - وان لم يتعين له -.
ثم نرجع إلى اتمام ما قصد ايضاحه فنقول: والسير الناقص مما ذكرنا قسمان:
نقص أول قبل استيفاء السير في الدائرة الأولى، وكماله وأهله الانسان الحيوان.
ونقص ثان ويختص بالمتوسطين الذين جعل لهم قسط ما من الكمال، ولكن لم يتم لهم الامر بعد وفى البين - كما سبق التنبيه عليه - درجات متفاوتة يعرف الكامل احكامها
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست