مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ١٢٢
الشهود الحالي النافين للتعدد، وعذر المحجوبين المثبتين الكثرة الوجودية، وتشعر بما خص الله به أهل التمكين، الموافقين كل فرقة فيما أصابت فيه مع امتيازهم عنها بنيل ما فات الجميع وإقامة معاذيرهم، وان يثبت الحجة البالغة لله.
معرفة تقابل النسختين أول ما يجب معرفته واستحضاره مقدمة تفتح مغاليق فصول كثيرة ومسائل قد سبق ذكر أكثرها، وسترد تتماتها -. إن شاء الله -.
اعلم أن المقابلة التي تسمعها بين النسختين وجمع الانسان بين الحضرتين الإلهية والكونية - وانه برزخ بينهما وكذلك العماء - هو كلام مجمل ما لم تعرف المراد منه اشتبه الامر عليك وتظن بالله الظنونا، وكذلك باهله وباسراره - وليس الامر كما نظن - بل ينبغي لك ان تعرف ان الامكان المسمى بالبحر الكوني وحضرة الكون ونحو ذلك من الأسماء هو في الحقيقة ظل الوجود الحق الظاهر بنوره الذاتي، وسبب امتداده توجه خاص من حضرة الهوية من حيثية الصورة التي حذا عليها الانسان الكامل، نحو العماء الذي هو مرتبته والمركز الذي تتعين به الدائرة الكونية وتستقر فيه الصورة الآدمية الجامعة، وذلك بين الظل المذكور وبين من امتد عنه وتعين منه، ولهذا الظل بالصبغة القديمة والحكم المصاحب له ممن امتاز عنه بمعنى الظلية فقط، الاتصاف بالظهور، وهو المجلى لغيب الهوية المطلقة من حيث اطلاقها ومن حيث هي مسماة بالاسم الباطن، فكان ظاهر الحق مجلي لباطنه، وتعدد هذا المجلى الواحد لتعدد شؤون المتجلى بترتيب وتوقيت هما من جملة الأحوال المذكورة المنضاف إليها الآثار - كما هو المجلى نفسه -.
وإذا تقرر هذا فاعلم: انه متى اعتبرت الأحدية الوجودية في الحضرتين المذكورتين بنسبتي الظهور والبطون، قيل: حق.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست