ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩٣
وكان جل همه المحافظة على السلام والأمان بقدر الإمكان، كما فعل بأصحاب الجمل في البصرة.
أرسل الإمام (عليه السلام) الأشخاص إلى معاوية للتفاهم معه وحسم النزاع، وعدم إراقة وسفك الدماء، وإلقاء الحجة عليه، ولكن معاوية كان مصرا على الحرب والقتال.
وأخيرا اصطدم العسكران واشتعلت نار الحرب، فزحف بعضهم على بعض، وتراموا بالنبال والحجارة حتى فنيت، ثم تطاعنوا بالرماح حتى تكسرت، ومشى بعضهم إلى بعض بالسيوف وعمد الحديد، فلم يسمع إلا وقع الحديد، وانكسفت الشمس، وأمطرت السماء دما، وحملت الأفواج على الأفواج، واستمر القتال متواصلا ستا وثلاثين ساعة، واقترب جيش الإمام من مقر قيادة الجيش الأموي، وطلب معاوية فرسا ليهرب، وكان أهل الشام ينادون: يا معشر العرب، الله الله في الحرمات من النساء والبنات! الله الله في البقية! لقد فنيت العرب!
واقترب الجيش العلوي من الفتح، ولاح لهم الظفر والنصر وتوجه الخطر إلى معاوية، ولم يستطيع المقاومة إلا عن طريق الخدعة والمكر والحيلة، وبعد مشاورة عمرو بن العاص أمر
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست