ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٨٩
وبعد أيام وصل أبو الأعور السلمي على مقدمة جيش معاوية إلى منطقة صفين، الكائنة بالقرب من مدينة الرقة في سوريا، ونزل منزلا مستويا واسعا، واستولوا على شريعة نهر الفرات، ووصل بعدها مالك الأشتر ومعه أربعة آلاف مقاتل، وهم مقدمة الجيش العلوي، فاصطدموا بجيش أبي الأعور السلمي وأزالوهم عن الفرات، بعدها وصل معاوية مع جيشه الجرار، فانسحب مالك الأشتر عنها، فاستولى معاوية بجيشه على شاطئ نهر الفرات، وصار الماء تحت سيطرتهم.
ولما وصل الإمام (عليه السلام) ومعه مائة ألف مقاتل أو يزيدون، أمرهم الإمام أن ينزلوا ويضعوا أثقالهم، وتسرع بعضهم إلى ناحية معاوية واقتتلوا قتالا يسيرا، وتقدمت طائفة منهم إلى شاطئ الفرات ليستقوا فمنعهم جيش الشام. فأرسل الإمام (عليه السلام) صعصعة بن صوحان إلى معاوية يعاتبه على منعه الماء وجرى بينهم كلام طويل، وقد سبق أن نصح عمرو بن العاص معاوية، وأمره أن يفسح المجال لأصحاب الإمام كي يشربوا من الماء، ولكن غرور معاوية ولؤمه منعه من قبول النصيحة. وقال معاوية لأهل الشام: هذا أول الظفر، لا سقاني الله ولا أبا سفيان
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست