ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٤
لألقيت حبلها على غاربها (1)، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز!
المبايعة بالخلافة نعم، لقد انهال الناس عليه من كل جانب، وهم ينادون: ما نختار غيرك. وترددوا إليه مرارا، وقالوا: والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك.
فقال (عليه السلام): " إذا كان لا بد من ذلك ففي المسجد، فإن بيعتي لا تكون خفية، ولا تكون إلا في المسجد ".
فخرج من بيته إلى المسجد، عليه قميص وعمامة خز، ونعلاه في يده، متوكئا على قوسه، فصعد المنبر وخطب الناس خطبة بليغة ثم قال: " اعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل، وعتب العاتب... " (2).
وسارعت الأمة مذعنة لشروطه، ومدت إليه يد البيعة على

(1) الغارب: الكاهل.
(2) نهج البلاغة: نص رقم 92.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست