ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩
يناضلوا لاستئصال الفساد الذي ثاروا عليه في ظلها (1).
ولهذا أجابهم الإمام (عليه السلام) بقوله: " دعوني والتمسوا غيري، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت، والمحجة قد تنكرت، واعلموا إني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل، وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزير خير لكم مني أمير " (2).
ولكن الناس أصروا عليه أن يلي الحكم، فاستجاب لهم.
وتسلم الإمام الحكم في مجتمع ورث الفساد بكل أبعاده، وكانت تنتظره مشاكل معقدة كثيرة على مختلف الأصعدة، فعالجهم الإمام (عليه السلام) بسياسته الثورية الجديدة التي قرر أن يتبعها من أجل تحقيق الأهداف التي قبل الحكم لأجلها.
وقد تناولت سياسته (عليه السلام) الثورية ثلاثة ميادين هي:

(١) راجع للتوسع ثورة الحسين / محمد مهدي شمس الدين: ٣٥ - ٣٨.
(٢) نهج البلاغة ١: ٢١٧.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست