ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٦٢
واقعة الجمل الكبرى كان الإمام (عليه السلام) ينتظر وقت الظهر لتنزل الملائكة، وكان يقول:
" لا تقاتلوا القوم حتى يبدأوكم، فإنكم بحمد الله على حجة، وكفكم عنهم حجة أخرى، فإذا قاتلتموهم فلا تجهزوا على جريح، فإذا هزمتموهم فلا تتبعوا مدبرا، ولا تكشفوا عورة، ولا تمثلوا بقتيل، وإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا، ولا تدخلوا دارا، ولا تأخذوا من أموالهم شيئا، ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم، فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول... " إلى آخر الوصايا.
كانت سهام القوم تترى على الإمام وأصحابه كالمطر، فصاح الناس: حتى متى يا أمير المؤمنين ندلي نحورنا للقوم يقتلون رجلا رجلا، والله قد أعذرت إن كنت تريد الإعذار.
هناك دعا الإمام ابنه محمد بن الحنفية فأعطاه الراية، وهي راية سوداء كبيرة، وهي راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له:
" يا بني! هذه راية ما ردت قط ولا ترد قط ".
ثم لبس الإمام درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحزم بطنه بعصابة
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست