ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٦٥
الجمل أو عرقبوه، فإنه شيطان ".
أو قال: " اعقروه وإلا فنيت العرب لا يزال السيف قائما وراكعا، يحصد الرؤوس حتى يهوي هذا البعير إلى الأرض ".
فضرب عجز الجمل فوقع لحينه، وضرب بجرانه الأرض، وعج عجيجا لم يسمع بأشد منه، فما هو إلا أن صرع حتى فر الرجال كما يطير الجراد في الريح الشديد الهبوب، وسقط الهودج.
فصاح الإمام اقطعوا البطان. فقطعه محمد بن أبي بكر أخو عائشة وكان من أصحاب الإمام، وأخرج الهودج فقالت عائشة: من أنت؟
فقال محمد: أبغض أهلك إليك.
فقالت عائشة: ابن الخثعمية (1)؟

(1) كانت أسماء بنت عميس الخثعمي امرأة مؤمنة صالحة، وكانت زوجة جعفر الطيار (ع) ولما استشهد في معركة مؤتة، تزوجها أبو بكر وأولدت منه محمدا هذا، ولما مات عنها أبو بكر تزوجها أمير المؤمنين (ع) وكان محمد بن أبي بكر صغير السن، فتربى في كنف الإمام، فكان ربيبه ومن أخلص أصحابه كان الإمام (ع) يقول:
" محمد ابني ولكنه من صلب أبي بكر "، وكان من أخلص أصحاب الإمام وأحبهم إليه، وقد ولاه أخيرا إمارة مصر من قبله، وبدسائس من معاوية وعمرو بن العاص، تمكنا من إثارة بعض الغوغائيين عليه فقتلوه، وقيل قتل بالعسل المسموم، وبعدها أدخل جسده في جوف حمار وأحرق، وقبره لحد اليوم شاخص في مصر ومعلوم..
كما أن معاوية أرسل من يسم الوالي الجديد على مصر، بالطريق بالعسل المسموم، وهو الصحابي الجليل مالك الأشتر النخعي، وعندما علم أمير المؤمنين (ع) رثاه وقال كلمته المشهورة: " كان مالكا لي كما كنت لرسول الله ".
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست