ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٦٧
وجاء الإمام فقرع الهودج برمحه وقال: " يا حميراء! بهذا أوصاك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! ".
فقالت: يا بن أبي طالب، ملكت فاصفح وظفرت فاسجع.
فقال الإمام: " والله ما أدري متى أشفي غيظي؟ أحين أقدر على الانتقام يقال لي: لو عفوت؟! أم حين أعجز من الانتقام فيقال لي: لو صبرت، بل أصبر فإن لكل شئ زكاة، وزكاة القدرة والمكنة العفو والصفح ".
ثم التفت (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر وقال: " شأنك بأختك، فلا يدنو منها أحد سواك ".
وأمر الإمام (عليه السلام) فاحتملت عائشة بهودجها إلى دار عبد الله بن خلف في البصرة، وأمر بالجمل أن يحرق ثم يذرى رماده في الريح، وقال (عليه السلام) إشارة إلى الجمل: " لعنه الله من دابة، فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ".
ثم تلا: (وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا) (1).

(1) طه / 97.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست