ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩٨
وكان الإمام ساكتا لا يتكلم طيلة هذه الفترة، ولما سكتوا، قال: " أيها الناس! إن أمري لم يزل معكم على ما أحب إلى أن أخذت منكم الحرب... إلا إني أمس أمير المؤمنين، فأصبحت اليوم مأمورا، وكنت ناهيا فأصبحت منهيا، وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون ".
فاضطربت أقوال الرجال، وقام الرؤساء وتكلموا بما تكلموا من الموافقة على رأي الإمام ورفض المحاكمة، ولكن المهرجين نشروا هذه الكلمة: إن أمير المؤمنين رضي التحكيم.
ودخل الأشعث بن قيس، واستأذن من الإمام أن يكون رسولا إلى معاوية من قبله، فأذن له. فجاء الأشعث ودخل على معاوية وقال: لأي شئ رفعتم هذه المصاحف؟ قال معاوية: إلى ما أمر الله به فيها، فابعثوا رجلا منكم ترضون به، ونبعث رجلا منا، ونأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله ولا يعدوانه، ثم نتبع ما اتفقنا عليه.
فرجع الأشعث، فأقبل جماعة من أصحاب الإمام، وجماعة أصحاب معاوية، واجتمعوا بين الصفين، وتذاكروا حول انتخاب الحكم، فانتخب أهل الشام عمرو بن العاص، وانتخب
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست