ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩٦
وقالوا: يا علي! أجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت إليه، وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان، فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم.
فقال الإمام (عليه السلام): " ويحكم أنا أول من دعا إلى كتاب الله، وأول من أجاب... ولكني قد أعلمتكم أنهم قد كادوكم، وأنهم ليس العمل بالقرآن يريدون ".
وكان مالك الأشتر في تلك الساعة يقاتل ويتقدم لحظة بعد لحظة، وجيش معاوية ينسحب وينهزم وينقرض ساعة بعد ساعة، ولو أمهلوا الأشتر ساعة واحدة لانتهت الحرب، بانهزام جيش معاوية. فصاح هؤلاء: يا علي! ابعث إلى الأشتر ليأتيك. فبعث الإمام رجلا إلى الأشتر أن ائتني. فقال الأشتر:
ليس هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني فيها عن موقعي، إني رجوت الفتح فلا تعجلني.
رجع الرسول فأخبر الإمام، وحمل الأشتر على أهل الشام وظهرت علامات الفتح، ولكن القوم قالوا: يا علي! ما نراك إلا أمرته بالقتال.
فقال الإمام: " أرأيتموني شاورت رسولي إليه؟ أليس إنما كلمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون؟ ".
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست