بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤٤٢
المطلوب أو تعدده (1) ولا يخفى أنه لو قيل بدلالتها على الفورية، لما كان لها دلالة على نحو المطلوب من وحدته أو تعدده، فتدبر جيدا (2).
____________________
(1) حاصل هذه التتمة انه لو قيل بدلالة الصيغة على الفورية، فهل مفادها فورا ففورا؟: بمعنى ان المطلوب الذي دلت الصيغة على طلبه في وقته الذي يمكن اتيانه به تدل الصيغة على طلب اتيانه في ذلك الوقت فورا ففورا، فإذا لم يأت به في أول أزمنة امكانه ففي الزمان الذي بعده أيضا السرعة اليه مطلوبة، وهلم جرا إلى أن يبلغ إلى حد بحيث لو اتى به لا تصدق الفورية والمسارعة وهو آخر أزمنة امكان الاتيان به، ولازم كون الطلب بهذا النحو انه له عصيانات متعددة، فإنه لو عصى الفورية في أول زمانها يمكنه إطاعتها في الزمان الثاني، وهكذا في الزمان الثالث.
أو ان مفادها الفورية من دون دلالتها على كونها فورا ففورا؟ ولازم ذلك أنه لو عصى الفورية ولم يأت بالمطلوب في أول أزمنة امكان الاتيان به يسقط الطلب، فيرجع القول بها إلى أن المطلوب مضيق دائما الا ان يدل الدليل على التوسعة.
والمبنى في كون المستفاد من الصيغة هو النحو الأول أو النحو الثاني - ان المستفاد من الصيغة تعدد المطلوب أو وحدته.
وتوضيحه: ان الامر المتعلق بالطبيعة على نحو الفور هل يرجع إلى طلب متعلق بالطبيعة، وطلب متعلق بالفور؟ فهناك طلبان ومطلوبان، ومفاد هذا هو فورا ففورا، لأن طبيعة الفور لها طلب خاص بها، ولطبيعة الفور مصاديق متعددة أول الأزمنة، ثم ثاني الأزمنة، وهكذا، أو ان المستفاد من الصيغة هو وحدة المطلوب، وان المطلوب واحد وهو الطبيعة المقيدة بكونها عن فور ومسارعة، وعلى هذا فلو لم يأت بها في أول الأزمنة، لما أمكن ان يأتي بها في الزمان الثاني، إذ ليست الطبيعة في الزمان الثاني هي الطبيعة المقيدة بالفورية.
(2) وحاصله: لو أمكن ان يقال: بدلالة الصيغة على الفورية فلا دلالة لها على نحو كون الفورية مطلوبة في قبال الطبيعة المطلوبة لينتج تعدد المطلوب، كما أنه لا دلالة
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 446 447 448 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443