تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٨٥
/ ويقال: طفل ما لم يراهق الحلم، و * (يظهروا) * معناه: يطلعوا بالوطء.
وقوله تعالى: * (ولا يضربن بأرجلهن...) * الآية، قيل: سببها أن امرأة مرت على قوم فضربت برجلها الأرض فصوت الخلخال، وسماع صوت هذه الزينة أشد تحريكا للشهوة من إبدائها; ذكره الزجاج، ثم أمر سبحانه بالتوبة مطلقة عامة من كل شئ صغير وكبير.
وقوله تعالى: * (وأنكحوا الأيامى منكم) * الأيم: من لا زوجة له أو لا زوج لها; فالأيم: يقال للرجل والمرأة.
وقوله: * (والصالحين) * يريد: للنكاح، وهذا الأمر بالنكاح يختلف بحسب شخص شخص، ففي نازلة: يتصور وجوبه، وفي نازلة: الندب وغير ذلك حسبما هو مذكور في كتب الفقه; قال ابن العربي في " أحكامه ": قوله تعالى: * (والصالحين من عبادكم) * الأظهر فيه: أنه أمر بإنكاح العبيد والإماء كما أمر بإنكاح الأيامى، وذلك بيد السادة في العبيد والإماء; كما هو في الأحرار بيد الأولياء، انتهى. ثم وعد تعالى بإغناء الفقراء المتزوجين; طلب رضا الله عنهم، واعتصاما من معاصيه، ثم أمر تعالى كل من يتعذر عليه النكاح أن يستعفف حتى يغنيهم الله من فضله، إذ الغالب من موانع النكاح عدم المال، فوعد سبحانه المتعفف بالغنى. والمكاتبة: مفاعلة من حيث يكتب هذا على نفسه وهذا على نفسه، ومذهب مالك: أن الأمر بالكتابة هو على الندب.
وقال عطاء: ذلك واجب، وهو ظاهر مذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381