تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٨١
قال * ع *: وتصريف الفعل يأبى أن يكون من أنس، وقرأ أبي وابن عباس:
" حتى تستأذنوا وتسلموا " وصورة الاستيذان أن يقول الإنسان: السلام عليكم، أأدخل؟ فان أذن له دخل، وإن أمر بالرجوع انصرف، وإن سكت عنه استأذن ثلاثا ثم ينصرف، جاءت في هذا كله آثار، والضمير في قوله: * (تجدوا فيها) *: للبيوت التي هي بيوت الغير، وأسند الطبري عن قتادة أنه قال: قال رجل من المهاجرين: لقد طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها أن أستأذن على بعض إخواني فيقول لي: ارجع، فأرجع وأنا مغتبط; لقوله تعالى: * (هو أزكى لكم) *.
وقوله تعالى: * (والله بما تعملون عليم) * توعد لأهل التجسس.
وقوله تعالى: * (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة...) * الآية: أباح سبحانه في هذه الآية رفع الاستيذان في كل بيت لا يسكنه أحد; لأن العلة في الاستيذان خوف الكشفة على المحرمات، فإذا زالت العلة زال الحكم، وباقي الآية بين ظاهر التوعد، وعن مالك رحمه الله: أنه بلغه أنه كان يستحب إذا دخل البيت غير المسكون، أن يقول
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381