تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٨٢
الذي يدخله: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، انتهى، أخرجه في " الموطإ ".
وقوله تعالى: * (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) * أظهر ما في * (من) * أن تكون للتبعيض، لأن أول نظرة لا يملكها الإنسان; وإنما يغض فيما بعد ذلك، فقد وقع التبعيض بخلاف الفروج; إذ حفظها عام لها، والبصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه، وحفظ الفرج هو عن الزنا وعن كشفه حيث لا يحل.
قلت: النواظر صوارم مشهورة فأغمدها من في غمد الغض والحياء من نظر المولى وإلا جرحك بها عدو الهوى، لا ترسل بريد النظر فيجلب لقلبك رديء الفكر، غض البصر يورث القلب نورا، وإطلاقه يقدح في القلب نارا. انتهى من " الكلم الفارقية في الحكم الحقيقية ".
قال ابن العربي في " أحكامه ": قوله تعالى: * (ذلك أزكى لهم) * يريد: أطهر وأنمى، يعنى: إذا غض بصره كان أطهر له من الذنوب وأنمى لعمله في الطاعة.
قال ابن العربي: ومن غض البصر: كف التطلع إلى المباحات من زينة الدنيا وجمالها; كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة / الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) * [طه: 131]. يريد ما عند الله تعالى، انتهى.
وقوله تعالى: * (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن...) * الآية: أمر الله تعالى النساء في هذه الآية بغض البصر عن كل ما يكره - من جهة الشرع - النظر إليه، وفي حديث أم سلمة قالت: كنت أنا وعائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم فدخل ابن أم مكتوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" احتجبن، فقلن: إنه أعمى! فقال صلى الله عليه وسلم: " أفعمياوان أنتما " و * (من) * الكلام فيها كالتي قبلها.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381