تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٨٧
وقوله: * (إن أردن تحصنا) * راجع إلى الفتيات; وذلك أن الفتاة إذا أرادت التحصن فحينئذ يمكن ويتصور أن يكون السيد مكرها، ويمكن أن ينهى عن الإكراه، وإذا كانت الفتاة لا تريد التحصن فلا يتصور أن يقال للسيد: لا تكرهها: لأن الإكراه لا يتصور فيها وهي مريدة للفساد، فهذا أمر في سادة وفتيات حالهم هذه، وذهب هذا النظر عن كثير من المفسرين /: فقال بعضهم قوله: * (إن أردن) * راجع إلى الأيامى في قوله: * (وأنكحوا الأيامى منكم) *، وقال بعضهم: هذا الشرط في قوله * (إن أردن) * ملغي ونحو هذا مما هو ضعيف، والله الموفق للصواب برحمته.
قلت: وما اختاره * ع * هو الذي عول عليه ابن العربي ونصه، وإنما ذكر الله تعالى إرادة التحصن من المرأة; لأن ذلك هو الذي يصور الإكراه، فأما إذا كانت هي راغبة في الزنا، لم يتحصل الإكراه فحصلوه إن شاء الله، انتهى من " الأحكام " وقرأ ابن مسعود وغيره: " فإن الله من بعد إكراههن [لهن] غفور رحيم " ثم عدد سبحانه نعمة على المؤمنين في قوله: * (ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم) * ليقع التحفظ مما وقع أولئك فيه.
(١٨٧)
مفاتيح البحث: الزنا (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381