تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٩٠
وقال الحسن: معناه تعظم ويرفع شأنها، وذكر اسمه تعالى هو بالصلاة والعبادة قولا وفعلا، و * (يسبح له فيها) * أي: في المساجد، * (بالغدو والآصال) * قال ابن عباس:
أراد ركعتي الضحى. [والعصر، وإن ركعتي الضحى] لفي كتاب الله وما يغوص عليها إلا غواص; ثم وصف تعالى المسبحين بأنهم لمراقبتهم أمر الله تعالى وطلبهم رضاه، لا يشغلهم عن الصلاة وذكر الله شئ من أمور الدنيا.
قلت: وعن عمر - رضي الله عنه - - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجمع الناس في صعيد واحد، ينفذهم البصر، ويسمعهم الداعي، فينادي مناد: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم ثلاث مرات، ثم يقول: أين الذين كانت * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) * [السجدة: 16]، ثم يقول: أين الذين كانوا * (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) * إلى آخر الآية، ثم ينادي مناد سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم، ثم يقول: أين الحمادون الذين يحمدون ربهم؟ " مختصرا رواه الحاكم في " المستدرك على الصحيحين " وله طرق عن أبي إسحاق، انتهى من " السلاح "، ورواه أيضا ابن المبارك من طريق ابن عباس قال: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الحامدون لله تعالى على كل حال، فيقومون، فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي ثانية: ستعلمون من أصحاب الكرم ليقم الذين كانت جنوبهم تتجافى عن المضاجع; يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون; قال: فيقومون، فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي ثالثة: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم; ليقم الذين كانت: * (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) * فيقومون، فيسرحون إلى الجنة ". انتهى من " التذكرة ". والزكاة هنا عند ابن عباس: الطاعة لله.
وقال الحسن: هي الزكاة المفروضة في المال، واليوم المخوف: هو يوم القيامة،
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381