تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٨٠
وقوله تعالى: * (الخبيثات للخبيثين...) * الآية: قال ابن عباس وغيره: الموصوف بالخبث والطيب: الأقوال والأفعال، وقال ابن زيد: الموصوف بالخبث والطيب، النساء والرجال، ومعنى هذا التفريق بين حكم ابن أبي وأشباهه وبين حكم النبي صلى الله عليه وفضلاء أصحابه وأمته.
وقوله تعالى: * (أولئك مبرؤون مما يقولون) * إشارة إلى الطيبين المذكورين، وقيل:
الإشارة ب‍ * (أولئك) * إلى عائشة - رضي الله عنها - ومن في معناها.
وقوله تعالى: * (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا) * سبب هذه الآية فيما روى الطبري: أن امرأة من الأنصار قالت: يا رسول الله، إني أكون في منزلي على الحال التي لا أحب أن يراني أحد عليها، لا والد ولا ولد، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي، وأنا على تلك الحال; فنزلت هذه الآية، ثم هي عامة في الأمة غابر الدهر، وبيت الإنسان: هو الذي لا أحد معه فيه، أو البيت الذي فيه زوجته أو أمته، وما عدا هذا فهو غير بيته، و * (تستأنسوا) * معناه: تستعلموا / من في البيت، وتستبصروا، تقول:
آنست: إذا علمت عن حس وإذا أبصرت; ومنه قوله تعالى: * (آنستم منهم رشدا) * [النساء: 6].
و " استأنس " وزنه: استفعل، فكأن المعنى في * (تستأنسوا) *: تطلبوا أن تعلموا ما يؤنسكم ويؤنس أهل البيت منكم، وإذا طلب الإنسان أن يعلم أمر البيت الذي يريد دخوله، فذلك يكون بالاستيذان على من فيه، أو بأن يتنحنح ويشعر بنفسه بأي وجه أمكنه، ويتأنى قدر ما يتحفظ منه، ويدخل إثر ذلك.
وذهب الطبري في: * (تستأنسوا) * إلى أنه بمعنى حتى تؤنسوا أهل البيت بأنفسكم بالتنحنح والاستيذان ونحوه، وتؤنسوا نفوسكم بأن تعلموا أن قد شعر بكم.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381