تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٧٧
إن الناس يقولون: إن النجوم لا يحل النظر فيها وهو يعجبني فإن كانت تضر بديني فلا حاجة لي في شئ يضر بديني، وإن كانت لا تضر بديني فوالله إني لأشتهيها وأشتهي النظر فيها. فقال: ليس كما يقولون لا يضر بدينك ثم قال: إنكم تنظرون في شئ منها كثيره لا يدرك وقليله لا ينتفع به. الخبر.
وفي البحار عن كتاب النجوم لابن طاوس عن معاوية بن حكيم عن محمد بن زياد عن محمد بن يحيى الخثعمي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النجوم حق هي؟ قال لي: نعم فقلت له: وفي الأرض من يعلمها؟ قال: نعم وفي الأرض من يعلمها، وفي عدة من الروايات:
ما يعلمها إلا أهل بيت من الهند وأهل بيت من العرب وفي بعضها: من قريش.
وهذه الروايات تؤيد ما قدمناه من أن بين الأوضاع والاحكام ارتباطا ما في الجملة.
نعم ورد في بعض هذه الروايات أن الله أنزل المشتري على الأرض في صورة رجل فلقي رجلا من العجم فعلمه النجوم حتى ظن أنه بلغ ثم قال له: انظر أين المشتري؟ فقال: ما أراه في الفلك وما أدري أين هو؟ فنحاه وأخذ بيد رجل من الهند فعلمه حتى ظن أنه قد بلغ وقال: انظر إلى المشتري أين هو؟ فقال: إن حسابي ليدل على أنك أنت المشتري قال: فشهق شهقة فمات وورث علمه أهله فالعلم هناك. الخبر، وهو أشبه بالموضوع.
3 - في التفاؤل والتطير وهما الاستدلال بحادث من الحوادث على الخير وترقبه وهو التفاؤل أو على الشر وهو التطير وكثيرا ما يؤثران ويقع ما يترقب منهما من خير أو شر وخاصة في الشر وذلك تأثير نفساني.
وقد فرق الاسلام بين التفاؤل والتطير فأمر بالتفاؤل ونهى عن التطير، وفي ذلك تصديق لكون ما فيهما من التأثير تأثيرا نفسانيا.
أما التفاؤل ففيما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تفاءلوا بالخير تجدوه، وكان صلى الله عليه وآله وسلم كثير التفاؤل نقل عنه ذلك في كثير من مواقفه (1).
وأما التطير فقد ورد في مواضع من الكتاب نقله عن أمم الأنبياء في دعواتهم لهم حيث كانوا يظهرون لأنبيائهم أنهم اطيروا بهم فلا يؤمنون، وأجاب عن ذلك أنبياؤهم

(1) كما ورد في قصة الحديبية: جاء سهيل بن عمرو فقال صلى الله عليه وآله: قد سهل عليكم أمركم.
وكما في قصة كتابه إلى خسرو برويز يدعوه إلى الاسلام فمزق كتابه وأرسل إليه قبضة من تراب فتفاءل صلى الله عليه وآله منه أن المؤمنين سيملكون أرضهم.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست