تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٧٣
عن سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس عن العسكري عليه السلام في حديث قلت: يا سيدي في أكثر هذه الأيام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف فتدلني على الاحتراز من المخاوف فيها فإنما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها؟ فقال لي: يا سهل إن لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجة البحار الغامرة وسباسب (1) البيداء الغائرة بين سباع وذئاب وأعادي الجن والإنس لامنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا، فثق بالله عز وجل وأخلص في الولاء لأئمتك الطاهرين وتوجه حيث شئت واقصد ما شئت - الحديث.
ثم أمره عليه السلام بشئ من القرآن والدعاء أن يقرأه ويدفع به النحوسة والشأمة ويقصد ما شاء.
وفي الخصال بإسناده عن محمد بن رياح الفلاح قال: رأيت أبا إبراهيم عليه السلام يحتجم يوم الجمعة فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة؟ قال: أقرأ آية الكرسي فإذا هاج بك الدم ليلا كان أو نهارا فاقرأ آية الكرسي واحتجم.
وفي الخصال أيضا بإسناده عن محمد بن أحمد الدقاق قال: كتبت إلى أبي الحسن الثاني عليه السلام أسأله عن الخروج يوم الأربعاء لا تدور، فكتب عليه السلام: من خرج يوم الأربعاء لا تدور خلافا على أهل الطيرة وقي من كل آفة وعوفي من كل عاهة وقضى الله له حاجته.
وكتب إليه مرة أخرى يسأله عن الحجامة يوم الأربعاء لا تدور، فكتب عليه السلام: من احتجم في يوم الأربعاء لا تدور خلافا على أهل الطيرة عوفي من كل آفة، ووقى من كل عاهة، ولم (2) تخضر محاجمه.
وفي معناها ما في تحف العقول: قال الحسين بن مسعود: دخلت على أبي الحسن علي ابن محمد عليه السلام وقد نكبت إصبعي وتلقاني راكب وصدم كتفي، ودخلت في زحمة فخرقوا علي بعض ثيابي فقلت: كفاني الله شرك من يوم فما أيشمك. فقال عليه السلام لي:
يا حسن هذا وأنت تغشانا ترمي بذنبك من لا ذنب له؟
قال الحسن: فأثاب إلي عقلي وتبينت خطأي فقلت: يا مولاي أستغفر الله. فقال:

(1) السباسب جمع سبسب: المفازة.
(2) هذه الجملة إشارة إلى نفي ما في عدة من الروايات أن من احتجم في يوم الأربعاء أو يوم الأربعاء لا تدور خضرت محاجمه، وفي بعضها خيف عليه أن تحضر محاجمه.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست