تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٢٩٤
والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير - 10.
(بيان) السورة شبيهة بسورة الحديد في سياق كسياقها ونظم كنظمها كأنها ملخصة منها وغرضها تحريض المؤمنين وترغيبهم في الانفاق في سبيل الله ورفع ما يهجس في قلوبهم ويدب في نفوسهم من الأسى والأسف على المصائب التي تهجم عليهم في تحمل مشاق الايمان بالله والجهاد في سبيل الله والانفاق فيها بأن ذلك كله بإذن الله.
والآيات التي أوردناها من صدر السورة تقدمة وتمهيد لبيان الغرض المذكور تبين أن أسماءه تعالى الحسنى وصفاته العليا تقضي بالبعث ورجوع الكل إليه تعالى رجوعا يساق فيه أهل الايمان والعمل الصالح إلى جنة خالدة، وأهل الكفر والتكذيب إلى نار مؤبدة فهي تمهيد للامر بطاعة الله ورسوله والصبر على المصائب والانفاق في سبيل الله من غير تأثر من منع مانع ولا خوف من لومة لائم.
والسورة مدنية بشهادة سياق آياتها.
قوله تعالى: " يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير " تقدم الكلام في معنى التسبيح والملك والحمد والقدرة، وأن المراد بما في السماوات والأرض يشمل نفس السماوات والأرض ومن فيها وما فيها.
وقوله: " له الملك " مطلق يفيد إطلاق الملك وعدم محدوديته بحد ولا تقيده بقيد أو شرط فلا حكم نافذا إلا حكمه، ولا حكم له إلا نافذا على ما أراد.
وكذا قوله: " وله الحمد " مطلق يفيد رجوع كل حمد من كل حامد - والحمد هو الثناء على الجميل الاختياري - إليه تعالى لان الخلق والامر إليه فلا ذات ولا صفة ولا فعل جميلا محمودا إلا منه واليه.
وكذا قوله: " وهو على كل شئ قدير " بما يدل عليه من عموم متعلق القدرة غير محدودة ولا مقيدة بقيد أو شرط.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست