بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤١٠
أقل لك: غيبه؟ فقال: قد غيبته في وعاء حريز، فقال: إياك وأن تعود لمثل هذا، ثم اعلم أن الله قد حرم على النار لحمك ودمك لما اختلط بدمي ولحمي، واستهزأ به أربعون نفرا من المنافقين، فقال صلى الله عليه وآله: أما إن الله يعذبهم بالدم، فلحقهم الرعاف الدائم، و سيلان الدماء من أضراسهم، فكان طعامهم وشرابهم يختلط بدمائهم، فبقوا كذلك أربعين صباحا، ثم هلكوا.
قوله: " اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء (1) " وأعطي أفضل منه، وهو أن نورا كان عن يمينه حيث ما جلس، وكان يراه الناس كلهم، وقد بقي ذلك النور إلى قيام الساعة، وكان يحب أن يأتيه الحسنان، فيناديهما: هلما إلي، فيقبلان نحوه من البعد قد بلغهما صوته، فيقول بسبابته هكذا، يخرجهما من الباب، فتضئ لهما أحسن من ضوء القمر والشمس، فيأتيان، ثم تعود الإصبع كما كانت، وتفعل في انصرافهما مثل ذلك قوله: " وأن ألق عصاك (2) " وله ما روي أن الزبير بن العوام انكسر سيفه في بعض الغزوات فأخذ النبي صلى الله عليه وآله خشبة فمسحها من جانبيه، فصارت سيفا أجود ما يكون وأضربها (3)، فكان يقاتل به، وإن الله تعالى قلب جذوع سقوف يهود نازعوه أفاعي، وهي أكثر من مائة جذع، وقصدت نحوهم، والتقمت متاع بيتهم، فمات منهم أربعة، وخبل جماعة (4) وأسلم آخرون، وقالوا: اللهم بجاه محمد الذي اصطفيته، وعلي الذي ارتضيته، وأوليائهما الذين من سلم لهم أمرهم اجتبيته، فأنشر الله الأربعة. قوله: " فاضرب بعصاك البحر (5) " قال أمير المؤمنين عليه السلام: خرجنا معه يعني النبي صلى الله عليه وآله إلى خيبر، فإذا نحن بواد يشخب فقدرناه فإذا هو أربع عشرة قامة، فقالوا:
يا رسول الله العدو من ورائنا، والوادي أمامنا، كما قال أصحاب موسى عليه السلام: " إنا لمدركون (6) " فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: " اللهم إنك جعلت لكل مرسل دلالة

(١) القصص: ٣٢.
(٢) القصص: ٣١.
(٣) استظهر المصنف في الهامش أن الصحيح: وأعطاها.
(٤) أصابهم جنون.
(٥) الصحيح كما في المصحف الشريف: (أن اضرب) راجع سورة الشعراء: ٦٣.
(٦) الشعراء: ٦١.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402