بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤١٢
قوله: " فليعبدوا رب هذا البيت (1) " الآية، انتقم الله لموسى عليه السلام من فرعون، وانتقم لمحمد صلى الله عليه وآله من الفراعنة: " سيهزم الجمع ويولون الدبر (2) " كان لموسى عليه السلام عصا، ولمحمد صلى الله عليه وآله ذو الفقار، خلف موسى عليه السلام هارون عليه السلام في قومه، وخلف محمد صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في قومه: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وكان لموسى عليه السلام اثنا عشر نقيبا، ولمحمد صلى الله عليه وآله اثنا عشر إماما، كان لموسى عليه السلام انفلاق البحر في الأرض: " فانفلق فكان كل فرق (3) " ولمحمد صلى الله عليه وآله انشقاق القمر في السماء وذلك أعجب: " اقتربت الساعة و انشق القمر (4) " العصا بلغت البحر فانفلق: " فاضرب بعصاك البحر (5) " وأشار بالإصبع إلى القمر فانشق، وقال موسى عليه السلام: " رب اشرح لي صدري (6) " وقال الله له: " ألم نشرح لك صدرك (7) " وقال لموسى وهارون عليهما السلام: " فقولا له قولا لينا (8) " وقال لمحمد صلى الله عليه وآله واغلظ عليهم (9) * ولا تطع كل حلاف (10) " وأعطى الله موسى عليه السلام المن والسلوى، وأحل الغنائم لمحمد صلى الله عليه وآله ولامته، ولم يحل لاحد قبله، وقال في حق موسى: " وظللنا عليهم الغمام (11) " يعني في التيه، والنبي صلى الله عليه وآله كان يسير الغمام فوقه، وكلم الله موسى تكليما على طور سيناء، وناجى الله محمدا عند سدرة المنتهى، وكان واسطة بين الحق، وبين موسى عليه السلام، ولم يكن بين محمد صلى الله عليه وآله وربه أحد: " فأوحى إلى عبده (12) " وليس من مشى برجليه كمن أسري بسره (13)، وليس من ناداه كمن ناجاه، ومن بعد نودي، ومن قرب نوجي، ولم يكلم موسى عليه السلام إلا بعد أربعين ليلة، ومحمد صلى الله عليه وآله كان نائما في بيت أم هاني فعرج به، ومعراج موسى عليه السلام بعد الموعود، ومعراج محمد صلى الله عليه وآله بلا وعد، واختار موسى قومه سبعين رجلا، واختير محمد وهو فريد، ولم يحتمل موسى عليه السلام

(١) قريش: ٣.
(٢) القمر: ٤٥.
(٣) الشعراء: ٦٣.
(٤) القمر: ١.
(٥) الشعراء: ٦٣. وفي المصحف الشريف: (أن اضرب) ولعله منقول بالمعنى.
(٦) طه: ٢٥.
(٧) الشرح: ١.
(٨) طه: ٤٤.
(٩) التوبة: ٧٣.
(١٠) القلم: ١٠.
(١١) الأعراف: ١٦٠.
(١٢) النجم: ١٠.
(13) أي بشخصه وحقيقته.
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402