بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤٠٧
الله تعالى إليه لما أطاعني بذبح ولده كثرت ذريته، والحبيب صلى الله عليه وآله لما ابتلي أيضا بذبح ابنه الحسين عليه السلام كثرت أولاده، وصل الخليل إلى الجليل بالواسطة: " وكذلك نري إبراهيم (1) " ووصل الحبيب صلى الله عليه وآله بلا واسطة: " ثم دنا فتدلى (2) " أراد الخليل عليه السلام رضا الملك في رفع الكعبة: " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت (3) " وأراد الله القبلة في رضا الحبيب: " فلنولينك قبلة ترضاها (4) " كان الابتلاء للخليل أولا، والاجتباء آخرا: " وإذ ابتلي إبراهيم ربه بكلمات (5) " والحبيب صلى الله عليه وآله ابتداءه بشارة: " ليظهره على الدين (6) " سأل الخليل: " واجنبني وبني أن نعبد الأصنام (7) " وقال للحبيب صلى الله عليه وآله: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (8) " الخليل من يخالك، و الحبيب من تخاله (9)، فلا جرم " ولسوف يعطيك ربك فترضى (10) " الخليل: المريد، والحبيب: المراد، الخليل: عطشان، والحبيب: ريان.
قال صاحب العين: مخرج الحاء أقصى من مخرج الخاء بدرجة، فإن الخاء من الحلق، والحاء من الفؤاد، فإذا ذكرت الخليل لم تملأ فاك، لأنه من الحلق، وإذا ذكرت الحبيب ملأت فاك وقلبك، لأنه من الفؤاد، قالوا: أظهر الله الخليل، ولم يظهر الحبيب، الجواب أنه أظهر المحبة لمتبعيه، فكيف المتبوع: قوله: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله (11) ".
يعقوب: كان له اثنا عشر ابنا، ومحمد كان له اثنا عشر وصيا، وجعل الأسباط من سلالة صلبه. ومريم بنت عمران من بناته، والهداة في ذريته (12).
قوله: " ووهبنا له إسحق ويعقوب وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب (13) " و

(١) الانعام: ٧٥.
(٢) النجم: ٨.
(٣) البقرة: ١٢٧.
(٤) البقرة: ١٤٤.
(٥) البقرة: ١٢٤.
(٦) التوبة: ٣٣. والفتح: ٢٨. الصف: ٩.
(٧) إبراهيم: ٣٥.
(٨) الأحزاب: ٣٣.
(٩) خاله: صادقه وآخاه.
(١٠) الضحى: ٥.
(١١) آل عمران: ٣١.
(١٢) في المصدر: والهداية في ذريته.
(١٣) العنكبوت: ٢٧.
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402