بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤٠٨
محمد أرفع ذكرا من ذلك، جعلت فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين من بناته، والحسن و الحسين عليهما السلام من ذريته، وآتاه الكتاب المحفوظ لا يبدل ولا يغير (1)، وصبر يعقوب عليه السلام على فراق ولده حتى كاد يحرض، وصبر محمد صلى الله عليه وآله على وفاة إبراهيم وعلى ما علم من فحوى ما يجري على ذريته.
يوسف عليه السلام إن كان له جمال فلمحمد صلى الله عليه وآله ملاحة وكمال، قوله صلى الله عليه وآله: كان يوسف عليه السلام أحسن ولكنني أملح.
وإن كان يوسف في الليل نورانيا فمحمد في الدنيا والعقبى نوراني، ففي الدنيا يهدي الله لنوره، وفي العقبى: " انظرونا نقتبس (2) ".
يوسف عليه السلام دعا لمالك بن ذعر ليكثر ماله وولده، قال النبي صلى الله عليه وآله: " ستدرك (3) ولدا لي يسمى الباقر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، وقال لانس: اللهم أطل عمره، وأكثر ماله وولده " فبقي إلى أيام عمر بن عبد العزيز، وله عشرون من الذكور، وثمانون من الإناث، وكانت شجراته كل حول ذوات ثمرتين.
صبر يوسف عليه السلام في الجب والحبس والفرقة والمعصية، ومحمد قاسى من كثرة الغربة والفرقة، وحبس في الشعب ثلاث سنين، وفي الغار ثلاث ليال، وكان ليوسف عليه السلام رؤياه، ولمحمد: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام (4) ".
موسى عليه السلام أعطاه الله اثنتي عشرة عينا، قوله: " فانفجرت منه اثنتا عشرة (5) عينا " ومحمد أمر البراء بن عازب بغرس سهمه يوم الميضاة (6) بالحديبية في قليب جافة فتفجرت اثنتا عشرة عينا حتى كفت ثمانية آلاف رجل، وكان لموسى عليه السلام انفجار الماء من الحجر، ولمحمد عليه السلام انفجار الماء من بين أصابعه، وهذا أعجب، وأنزل الله لموسى

(١) أي لا ينسخ، ولا يصل إليه يدي التصحيف والتحريف.
(٢) الحديد: ١٣.
(٣) المخاطب جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي.
(٤) الفتح: ٢٧.
(٥) البقرة: ٦٠.
(6) الميضأة والميضاءة: الموضع يتوضأ فيه. المطهرة يتوضأ منها.
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402