بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤١١
فأرني قدرتك " وركب فعبرت الخيل لا تندى حوافرها، والإبل لا تندى أخفافها، فرجعنا فكان فتحها، وفي رواية أنس إنه مطرت السماء ثلاثة أيام ولياليها بوادي الخزان (1)، فقالوا: يا رسول الله هول عظيم، فقال: أيها الناس اتبعوني، وكنت آخر الناس، ولقد رأيت الماء ما بل أخفاف الإبل.
قوله: " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين (2) " وروي أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " اللهم العن رعلا وذكوان (3)، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعل سنيهم كسني يوسف " ففي الخبر أن الرجل كان منهم يلحق صاحبه فلا يمكنه الدنو، فإذا دنا منه لا يبصره من شدة دخان الجوع، وكان يجلب (4) إليهم من كل ناحية، فإذا اشتروه وقبضوه لم يصلوا به إلى بيوتهم حتى يتسوس (5) وينتن، فأكلوا الكلاب الميتة والجيف والجلود، ونبشوا القبور، وأحرقوا عظام الموتى فأكلوها، وأكلت المرأة طفلها، وكان الدخان متراكما بين السماء والأرض، وذلك قوله: " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم (6) " فقال أبو سفيان ورؤساء قريش: يا محمد أتأمرنا بصلة الرحم؟ فأدرك قومك فقد هلكوا، فدعا لهم، وذلك قوله: " ربنا اكشف عنا العذاب إنا موقنون (7) " فقال الله تعالى: " إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون (8) " فعاد إليهم الخصب والدعة، وهو

(١) استظهر في المصدر: أن الصحيح: الخزاز، أقول: ولعله كذلك راجع معجم البلدان ٢: ٣٦٤.
(٢) الأعراف: ١٣٠.
(٣) بنو رعل: بطن من بهتة من العدنانية، وهم بنو رعل بن مالك ابن عوف بن امرئ القيس بن بهتة، وبنو ذكوان أيضا بطن من بهتة من سليم من العدنانية، وهم بنو ذكوان بن ثعلبة بن بهتة، قال القلقشندي بعد ترجمتهما بذلك: وهم الذين مكث النبي صلى الله عليه وآله شهر أيقنت في الصلاة ويدعو عليهم.
(٤) أي يساق ويجئ بالطعام إليهم.
(٥) سوس الطعام: وقع فيه السوس. والسوس: دود يقع في الصوف والخشب والثياب و البر ونحوها.
(٦) الدخان: ١٠ و ١١.
(٧) هكذا في الكتاب، والصحيح كما في المصدر والمصحف الشريف: " انا مؤمنون " راجع سورة الدخان: ١٢.
(٨) الدخان: ١٥.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402