بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤٠٤
هود عليه السلام انتصر من أعدائه بالريح، قوله: " وفي عاد إذ أرسلنا عليهم (1) " ومحمد نصره الله يوم الأحزاب والخندق بالريح والملائكة: قوله: " بجنود لم تروها (2) " فزاد الله محمدا على هود بثلاثة آلاف ملك، وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط، وريح محمد صلى الله عليه وآله ريح رحمة قوله: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم (3) " الآية، وصبر هود في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب، والنبي صلى الله عليه وآله صبر في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب وشرد، وحصب بالحصى (4) وعلاه أبو جهل بسلى (5) شاة، فأوحى الله إلى جاجائيل ملك الجبال: أن شق الجبال وانته إلى أمر محمد صلى الله عليه وآله، فأتاه فقال له: قد أمرت لك بالطاعة، فإن أمرت أطبقت عليهم الجبال فأهلكتهم بها، قال: إنما بعثت رحمة اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
صالح عليه السلام خرجت لصالح ناقة عشراء (6) من بين صخرة صماء، وأخرج لنبينا صلى الله عليه وآله رجل من وسط الجبل يدعو له ويقول: " اللهم ارفع له ذكرا، اللهم أوجب له أجرا، اللهم احطط عنه وزرا " وعقر ناقته، وعقر أولاد محمد أبو القاسم البارع صلى الله عليه وآله.
لناقة صالح نادت أناس * وقد جسروا على قتل الحسين وكان لصاح ينذر قومه فقيل له: يا صالح ائتنا بعذاب الله، ومحمد نبي الرحمة، قوله:
" وما أرسلناك إلا رحمة (7) " والناقة لم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة وقد تكلم مع النبي صلى الله عليه نوق كثيرة.
لوط، قال حسان بن ثابت:

(١) الذاريات: ٤١.
(٢) التوبة: ٤٠. أقول: هذه آية الغار، وأما نصرته في يوم الأحزاب والخندق ففي آية:
" وجنود لم تروها " وهي في الأحزاب: ٩، ونصره في يوم حنين فقال: " وأنزل جنودا لم تروها " التوبة: ٢٦.
(٣) الأحزاب: ٩.
(٤) أي رمى بالحصى.
(٥) السلى: جلدة فيها الولد، وإذا انقطع في البطن هلكت الام والولد.
(٦) العشراء من النوق: التي مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية، أو هي كالنفساء من النساء.
(٧) الأنبياء: ١٠٧.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402