الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٣٩
وانساقت وراء هزات العواطف - ومشايخنا أساتذة مهرة في هزها - ثم خطت خطوة أكبر فكفرت كل من حاول أو يحاول أن يجيب إجابة مختلفة عن إجابتها، وهكذا ظلت الأمة دون فكر محدد تريد أن تصلح حاضرها في الوقت الذي تخجل فيه من أن ترفع إصبعها إلى ما كان من ماضيها يستحق الإصلاح.
وانتقلت وجهة النظر العاطفية من صلب إلى صلب حتى وصلت عصرنا الحاضر، فإذا بها تنعكس على الجو الحركي العام الذي يضم كل العاملين للإسلام فتؤثر فيه على نحو كبير، حائلة دون تحكيم المنطق والعقل.
وهكذا دخلت الحركة الإسلامية دوامة المتناقضات، فلم تنجح في إسقاط طاغوت أو اجتياز عقبة لسبب بسيط هو أنها في الوقت الذي تمسكت فيه أشد التمسك بتاريخنا السياسي القديم، واعتبرت أخطاء شخصياته منجزات ومفاخر إسلامية عظيمة، إذا بها تريد مواجهة الأنظمة المعاصرة وهي أيضا متناقضة تراكمت فيها الأخطاء، علاوة على فسقها وكفرها، فلما نظرنا فيما في
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست