الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٢٥
واعتقادي أن الحاضر البائس الذي نعيشه مربوط بالماضي، ولا يمكن فهمه إلا بالرجوع إلى الأصل والكشف عن الجذر، ومعالجته من العقم، لأن المجتمعات البشرية - خصوصا الفكرية ( الإيديولوجية) عملية حيوية ودورة دائمة كالدورة الدموية، لا تقف إلا إذا مات البشر كلهم، ومن هنا فإن حاضر الحركة الإسلامية ليس إلا امتدادا لماضيها، بل لا أبالغ إن قلت أنه امتداد للوضع السياسي الذي واجهته الأمة الإسلامية بعد وفاة المؤسس الأول عليه وآله الصلاة والسلام.
فالذين تميزوا بوضوح الرؤية من رجال الجيل الأول، وتبلورت لديهم المفاهيم، تمسكوا بها وبقوا بعيدا عن السلطة، وخضعوا للتقتيل والتشريد والمصادرة والحرمان السياسي والاقتصادي شأنهم شأن المعارضين في كل مكان كل بحسب نظريته، فنضجت أفهامهم واستوت، واكتملت نظريتهم، إذ كان عليهم عرضها وتقديمها للناس مزينة بالأدلة العقلية والنقلية، مكتملة من كل جوانبها أو تكاد، وظلوا كذلك منذ البداية،
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست