الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٣٠
والفكر، ولا بد من فحص صلة كتابها بالقوى السياسية في المجتمعات التي عاشوا فيها، وعلاقتهم بحكومات تلك العصور، وتأثرهم بأساتذتهم وشيوخهم، ووضعهم الاجتماعي آنذاك، وعقائدهم وآرائهم الخاصة، والجو السياسي والاجتماعي العام الذي عاشوا فيه، بل ودوافع تأليف الكتب، من أجل أن نقيم رأيا في المادة السياسية التي تعرضها هذه الكتب، وهل هي موضوعية نزيهة، أم منحازة قليلا، أم متأثرة بعوامل تحول شكنا يقينا؟
ثم علينا ونحن نستخلص موقفنا السياسي أن ننزع برقع الحياء ولا نخجل في تحليل وقائع تاريخنا، مهما بلغ المشاركون في صنعها من علو المنزلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فإن أدرنا وجوهنا عن هذه الوقائع يمينا أو شمالا وقلنا تلك أمة قد خلت، فعلينا إذن أن نجيب على من يسألنا لماذا إذن تطلبون إعادة مجد هذه الأمة، وتتمسكون بها وتتخذونها نموذجا?
وإن كنا نعتبرها مثالا لنا، ونؤمن حقا - لا مجرد كلام - أنها كانت أمة من البشر، ونعيب على غيرنا عصمتهم للبشر، فلا
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست