الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٣٠
الأول: المصادقة على الأمر الواقع، واعتبار أن نتائج الأحداث التي وقعت هي عين ما كان ينبغي أن يكون، بل وهي الإسلام ونظريته السياسية.
الثاني: أنهم في تأييد ذلك فتشوا في القرآن والحديث عن نصوص فأولوها تارة ولووا أعناقها تارة ليلائموا بينها وبين الأحداث، بصرف النظر عن موقف الإسلام الحقيقي.
وهذه العملية التي مارسوها لأسلمة وقائع ونتائج ربما كانت غير إسلامية أجبرتهم على تفصيل حلل وأثواب من الأدلة الواهية، فأدى ذلك إلى أمرين، الأول: إضفاء القداسة على أحداث التاريخ البشري الخاص بتلك الحقبة، فاعتبرناه عبر أجيال طويلة جزء من الدين له قداسته واحترامه بكل ما فيه، ولو كان مخالفا للدين في بعض الأحيان. والثاني: أن كتاباتهم - أو دعنا نقول ما قدموه من نظرية سياسية إسلامية - جاءت تبريرية تهيئ للحكام - كل الحكام صالحهم وفاسدهم - أدلة شرعية لتبرير أفعاله، ولعل لافتة (الاجتهاد) التي لصقوها على أفعال الحكام جميعا منذ وفاة
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست