الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١١٨
الأحاديث، ولفق التفاسير، وأنشأ الفرق الفكرية المعارضة، ونشر بين المسلمين السكوت على الظلم والظالمين بل وتأييدهم، وأن الأسلم لهم عند احتدام المعركة بين الحق والباطل الفرار إلى رؤوس الجبال خشية الفتنة، وأرهب الآمنين من الناس، وصادر أموال المعارضين ظلما وعدوانا، وأغدق أموال الدولة على حزبه ومؤيديه، وعطل الحدود وأوقف الشرع، وابتدع في الدين على النحو المفصل في تاريخنا المقروء الذي يعرفه كل صبي.
غير أن خطورة ما فعله معاوية تكمن في أنه ما فعله باسم أية نظرية أخرى صراحة بل باسم الإسلام، فإذا الإسلام الذي قدمه للناس شيئا آخر يعاكس تمام الإسلام المحمدي. فكان ثورة مضادة سارت في الاتجاه المعاكس كلية، لكنها تحمل اسم الإسلام القديم.
وأخطر من هذا كله أن مشايخنا وعلماءنا - إن صح وصفهم بالعلماء - غلفوا هذا السم الزعاف بطبقة حلوة المنظر، وقالوا لنا إنه لم يكن انقلابا على الإسلام بأي معنى بل كان اجتهادا،
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست