الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١١٦
البغي ليحقن دماء أتباع أهل البيت، الذين كادت السيوف الباغية أن تستأصلهم من جذورهم. وشرط له معاوية شروطا لم يف بأي منها، بعد أن تمكن من السلطة بحد السيف عام 41 ه‍ وهو ما قيل لنا عنه أنه عام الجماعة، ولم يكن إلا عام الفرقة والاستسلام للبغي وانقلاب خلافتنا ملكا عضوضا.
ثم دس معاوية للحسن السم وانفرد بالأمر... وهذا كله مفصل في كتب التاريخ كلها فليرجع إليه من شاء، وقد أعرضنا عن تفصيله لما يقتضيه المقام من الاختصار.
ركب معاوية السلطة، ووقف بعدها ليعلن فصل الدين عن الدولة صراحة، ويقول (يا أهل الكوفة أترونني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج، وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وألي رقابكم، وقد آتاني الله ذلك وأنتم له كارهون. ألا إن كل دم أصيب في هذه مطلول، وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين) (1)

(1) الكامل لابن الأثير: 6 / 220، مصر، 1356 ه‍.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست