الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١١٩
وأخذنا نحن من أيديهم هذا السم المدسوس، واعتقدنا أنه الدواء الناجع الفعال الذي يشفى ما بنا - بل وما بالأجيال المسلمة إلى يوم القيامة - من كل الأسقام، واشتركنا معهم في هذه الجريمة، وضللنا معهم أنفسنا وأبناءنا والأجيال التالية، ولم نفكر لحظة في أن ما قاله مشايخنا ينبغي فحصه والتروي في قبوله، وأن الأخطاء المخالفة للإسلام لا بد وأن نعترف بها ونتجنبها في كل مسيرة، ليكون ما لدينا من إسلام صافيا رائقا، وتمادينا تحت تخدير العواطف فإذا بنا ليوم في مآزق وحفر عميقة حفرها لنا علماؤنا، وقفزنا فيها بإرادتنا دون وعي، ولا نستطيع اليوم أن نخرج منها.
والأغبى من هذا التصرف، أننا نبصق في وجه كل من ألقى لنا حبلا من عقل لنستمسك به، ونخرج من هذه الحفر إلى حيث الهواء النقي، والفكر الإسلامي الحر، الذي لا يقدس الأوراق ولا الأشخاص، إلا ما ومن كان منها مقدسا يستحق التقديس حقا.
هكذا رأينا كيف اختارت الأمة قيادة باختيارها الحر في النور، كما حدث مع الإمام علي (ع) بعد أن كان الوقت المناسب قد
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست