ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٣٦
على المنبر من الغد، فلما كان اليوم الثالث خرجت ولا أعلم.
فقالت عائشة: لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا، انظر ماذا تقول؟!
فقال الرجل: هو ما قلت لك يا أم المؤمنين.
فقالت عائشة: إنا لله، أكره والله هذا الرجل، وغصب علي بن أبي طالب أمرهم، وقتل خليفة الله مظلوما، ردوا بغالي، ردوا بغالي.
فقال الرجل: ما شأنك يا أم المؤمنين؟ والله، ما أعرف بين لابتيها أحدا أولى بها من علي، ولا أحق، ولا أرى له نظيرا فلماذا تكرهينه؟ فسكتت عائشة ولم ترد جوابا، وعزمت على الرجوع إلى مكة.
وفي طريقها رآها قيس بن حازم فقالت عائشة تخاطب نفسها: قتلوا ابن عفان مظلوما.
فقال قيس: يا أم المؤمنين! ألم أسمعك آنفا تقولين: أبعده الله، وقد رأيتك قبل أشد الناس عليه، وأقبحهم فيه قولا؟!
فقالت عائشة: لقد كان ذلك، ولكن نظرت في أمره فرأيتهم استتابوه حتى إذا تركوه كالفضة البيضاء أتوه صائما محرما في شهر
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست