الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ١١
والأحجار ورأى أنه كان هناك من الآلهة بقدر ما كان من قبائل. ولم تبدأ عملية توحيد الآلهة في عدد قليل إلا تحت تأثير المواسم والأسواق التي كانت تقام خصوصا في مكة وحولها وتقلص ظل الآلهة المتعددون شيئا فشيئا حتى أتى الاسلام فقضى على الوثنية العربية بآلهتها المتعددة.
أما الكتاب الثاني (مقدمة إلى أقدم تاريخ الاسلام) فيتناول بالدراسة التاريخية النقدية عصر الخلفاء الراشدين الأربعة فينقد رواية سيف بن عمر كما أوردها الطبري في تاريخه ويرى إن هذه الرواية وإن كانت أحسن اتساقا وتنظيما من غيرها فإنها تمثل الرواية العراقية عن ذلك العصر وهي أقل قيمة بكثير جدا - من الناحية التاريخية من الرواية الحجازية المدنية فإن هذه الأخيرة أدق وأصدق ولهذا يجب الاستناد إليها في دراسة عصر الخلفاء الراشدين خصوصا من وفاة النبي حتى معركة الجمل وبهذا أبرز فلهوزن هذا العصر على ضوء الرواية الأصح.
حتى إذا ما وجدها وثق بها واعتمد عليها تماما. ومن هنا أصبح كتابه هذا الأساس لكل دراسة العصر الخلفاء الراشدين وفيه برزت ملكة النقد التاريخي التي امتاز بها يوليوس فلهوزن.
وكان عليه بعد ذلك أن يتابع التاريخ الاسلامي بعد معركة الجمل فدرس معركة صفين ونتائجها وما أدت إليه من قيام فرقة الخوارج ثم مقتل علي وما أدى إليه من قيام الشيعة المطالبين بأحقية ذريته في الخلافة. أعني أنه درس هذين التيارين الخطيرين في تاريخ الاسلام: الخوارج والشيعة وتتبع تاريخهما حتى نهاية الدولة العربية.
فكان عن ذلك هذه الدراسة التي نقدم ترجمتها الآن بين يديك. وقد ظهرت سنة 1901 في برلين بالعنوان التالي:
politischen Oppositionsparteien - Die religios: Julius Wellhausen Gesellschaft der. in Adhandlungen der Kgl, im alten islam Berlin 1901 1, 5. F. N, Klasse, hist - Phil. Wissenschaften in Gottingen . (Die Schia. II. Die Chavarig. I) وفي العام التالي سنة 1902 أصدر كتابه الجامع لتاريخ الدولة العربية بعنوان: (الدولة العربية وسقوطها) برلين ط 1 سنة Das arabische 1902 Berlin 1902. Reich und sein Sturz وقد ترجم هذا الكتاب إلى الإنجليزية
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 15 17 18 ... » »»
الفهرست