الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ١٠
والمؤلف يوليوس فلهوزن سيد مؤرخي الاسلام بين المستشرقين غير مدافع وقد أعانه على ذلك كله تكوينه الأول ناقدا للتراث الخاص بالكتاب المقدس في عهده القديم نقدا بدأ منذ القرن التاسع عشر وتوفر عليه أعلام الباحثين في الساميات وسار هو في إثرهم وانتهى إلى نتائج بالغة الخطورة فيما يتصل بتحقيق صحة أجزاء وأسفار من (العهد القديم) واستطاع أن يكون في ميدان نقد الكتاب المقدس مدرسة تنتمي إليه ويقوم مبدأها على (إثارة المشاكل ووضع الأسئلة) ثم تأتي الحلول بعد ذلك بالتعاون مع الآخرين.
وبهذا الجهاز النقدي الدقيق انتقل فلهوزن إلى دراسة التاريخ الاسلامي بخاصة والدراسات العربية بعامة. فقام بدراسات عديدة متفرقة جمعت فيما بعد في مجموع دراسات بعنوان: Skizzen und vorarbeiten وأهم ما فيها:
1 - (بقايا الوثنية العربية) برلين ط 1 سنة 1887 ط 2 سنة Reste 1897 arabischen Heidentums (الكراسة 3 من المجموع المذكور).
2 - (مقدمة إلى أقدم تاريخ الاسلام). برلين سنة Prolegomena 1899 altesten Geschichte des islams. والكتاب الأول يعتمد خصوصا على كتاب (الأصنام) لابن الكلبي ولم يكن قد عرف بوجود نسخة منه وإنما التقط بقايا منه أوردها ياقوت في (معجم البلدان). ويستند إلى أسماء الاشخاص والقبائل والأماكن التي تحمل أسماء آلهة ثم يصف بالتفصيل مختلف الآلهة الذين عبدهم العرب. ثم يعقد فصلا يعتمد فيه على كتاب أسنوك هرخرونيه عن مكة وفي هذا الفصل يتحدث عن الحج ومناسكه والأسواق في الجاهلية ثم يلحق به بحثا عن مراسم العبادة وعن السحر والتمائم والخرافات ويختمه بفصل ممتاز عن (خصائص الوثنية العربية).
ويرفض فلهوزن نظرية روبرتسون سمث Smith. R. W عن الطوطمية عند العرب القدماء كما يرفض رأي شبرنجر Sprenger الذي ذهب إلى أن عبادة الجن كانت نواة للشرك عند العرب إذ يدعي فلهوزن أن محمدا كان أول من أنزل الآلهة العرب القدماء إلى مرتبة الجن. كذلك يشك في أن يكون العرب قد عبدوا الأجداد والابطال وإنما يرى إن حجر الزاوية في الوثنية العربية هو عبادة النجوم
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 15 17 ... » »»
الفهرست