الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ١٢
جراهام وير وظهر في كلكتا سنة 1927 بالعنوان. Arab Kingdom and its fall Translated by Graham Weir ثم ترجم إلى العربية مرتين: الأولى ترجمة الدكتور يوسف العش عن الإنجليزية وظهرت في دمشق سنة 1956 والثانية ترجمة الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة عن الألمانية والإنجليزية وظهرت في القاهرة سنة 1957.
وفي هذا الكتاب كان فلهوزن أول من أراد إنصاف بني أمية من عصبية المؤرخين العرب وقد كانوا متحاملين على الأمويين عامة. ومن هنا شق فلهوزن طريقا جديدا في تأريخ العصر الأموي فيه إنصاف للأمويين وإبراز لمكانتهم السياسية الممتازة وتخليص لهم من تحامل المؤرخين ولفتاتهم التي أملتها العصبية الشيعية وغير الشيعية وهي الطريقة التي بالغ فيها الأب اليسوعي هنري لامانس مبالغة شديدة جافت الوقائع التاريخية في كثير من الأحيان وأفرطت في تمجيد الأمويين في كل شئ حتى في أبشع جرائمهم التي لا يغتفرها أي ضمير. وفي هذا يظهر الأثر السئ للتكوين اليسوعي أبلغ ظهور! خصوصا والأب لامانس لم يتورع عن الاختلاق على النصوص التاريخية وجعلها تقول ما لا يمكن أن يستفاد منها أبدا مهما تحايل المرء عليها رغم أنه جمع مادة تاريخية غزيرة جدا ورجع إلى عديد من المصادر التي لم يستطع الرجوع إليها فلهوزن ولا من سبقه من المؤرخين ولهذا فإن نتائج أبحاث لامانس يجب أن تقابل بمنتهى الحيطة والحذر بعكس فلهوزن الذي راعى الانصاف في البحث التاريخي ولم يكن مقودا بأية عصبية أو هوى أو معاندة لحاجة في نفس صاحبها.
وبهذا أتم فلهوزن دراسته التاريخية للاسلام وما قبل الاسلام حتى آخر الدولة الأموية وهي دراسة تاريخية سياسية أعرض فيها عن تناول العوامل الاجتماعية والاقتصادية ولم يمس النواحي العنصرية العرقية إلا مسا خفيفا وكأنه يؤمن أن للتاريخ السياسي قود ديناميكية ذاتية تكفي لتفسير تطوره إيمانا لم يعد المؤرخون اليوم يشاركون فيه وهو حريص في التفسير للاحداث والعقائد إلى تلمس العوامل المحلية الأصلية ونادرا ما يلجأ إلى العناصر الخارجية كما فعل في تفسيره لمذهب الشيعة بمحاولة إرجاعه إلى بعض المذاهب المبتدعة اليهودية ولكنه والحق يقال كان
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 15 17 18 19 ... » »»
الفهرست