مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ١٠٩
لما هو معروف عليه اليوم، مما يدل على أن التشريح كان معروفا وجاريا، كما أنها جميعا مربوطة بالظهر فهو يقول: وهذه الأمعاء كلها مربوطة بالصلب ورباطات تشدها على واجب أوضاعها 4 ب.
كما أنه يفرق بينها تشريحيا ووظيفيا فهو يقول: وخلقت العليا منها رقيقة بجوهرها لأن حاجة ما فيها إلى الإنضاج ونفوذ قوة الكبد إليه أكثر من الحاجة في الأمعاء السفلى ولأن ما يتضمنه لطيف لا يخشى فسخه لجوهر الأمعاء نفوذه فيه ومرارة به 4 ب.
18 إن الأمعاء السفلى لدى الشيخ الرئيس تبدأ من الأعور وهي تختلف تشريحا من العليا فيقول: والسفلى مبتدئة من الأعور غليظة ثخينة متشحمة الباطن فيكون مقاومته للثفل الذي إنما يصلب ويكثف أكثره هناك 4 ب.
ولكنه لا ينسى أن يذكر أن الأمعاء العليا لم ينس الخالق أهمية مقاومتها إذ يقول: ولكن لم ينحل في الخلقة من تعرية سطحها الداخل برطوبة لزجة مخاطية تقوم له مقام التشحيم 4 ب.
ولا أحد ينكر أهمية المادة المخاطية: من الناحية الدفاعية للأمعاء في عصرنا هذا.
19 إن حقيقة تصلب وتكثف الثفل في الأمعاء الغلاظ معروفة للشيخ الرئيس وهي الجانب الوظيفي، الذي نحدده اليوم للأمعاء الغليظة ولم نزد عليه سوى امتصاص بعض من كمية الماء الذي لم يتجاوزها الشيخ الرئيس أيضا.
20 إن الشيخ الرئيس يتبع الأسلوب العلمي في التشريح الوظيفي متتبعا أجزاء الجهاز الهضمي ففي الصفحة 4 ب و 5 أ، من المخطوط وبأسلوب لا يختلف عما يجري عليه اليوم ولكنه يضفي على الأمعاء وجود قوتين جاذبة ودافعة وهو ما لا يقره العلم الحديث الذي اكتفى بقوة دافعة هي الحركة المساريقية.
21 إن العلم الحديث أثبت أن للصفراء تأثيرا على الحركة الساريقية إضافة إلى وظيفتها في الهضم. وإشارة الشيخ الرئيس إلى ذلك تعد مفخرة كبيرة وهو يقول: وهي خالصة غير مشوبة فتكون قوية الغسل تهيج القوة الدافعة باللذع فيما يغسل ويعين على الدفع إلى أسفل 5 أ.
22 يعتقد الشيخ الرئيس خطا أن الديدان تفيد الإنسان عند ما تتولد في أمعائه فهو يقول: وفي تولدها أيضا منافع إذا كانت قليلة العدد 6 أ حيث نعرف أن الديدان مضرة للجسم وتسبب الأمراض له.
23 إن الوصف التشريحي الدقيق للأمعاء الغلاظ ينم عن معرفة جيدة بالتشريح فالشيخ الرئيس يقول: كما يبعد من الأعور يميل عنه ذات اليمين ميلا جيدا ليقرب من الكبد ثم يأخذ ذات اليسار منحدرا فإذا حاذى الجانب الأيسر مال إلى اليمين وإلى الخلف 6 أ، وهو ما ندرسه اليوم لطلبة الطب في قسم التشريح ونلزم الجراح بمعرفته في الامتحان للتخصص.
24 إن الشيخ الرئيس يضيف إلى وظيفة الأمعاء الغلاظ المعروفة لدينا وظيفة أخرى نعرفها اليوم وهي استقصاء بعض بقايا الغذاء فهو يقول: بعد استقصاء فضوله من الغذاء الكائن فيه 6 أ.
25 يحدد صاحبنا أن مرض القولنج يحدث عند تعرض قسم الأمعاء الغلاظ المعروف بالقولون للمرض فهو يقول: وفي هذا المعاء التعرض من علة القولنج ومنه اشتق اسمه 6 أ.
26 إن محاولة ابن سينا للوصف التشريحي الوظيفي الدقيق للشرج مفخرة أخرى في معرفة التشريح ووظائف العضلات وهو ما يحاول المعلم اليوم تدريسه لطلاب الطب في التشريح، فهو يصف الشرج تشريحيا ويصف وظائف العضلات المحيطة به والمرض الذي ينتج عن رخاوة قد تصيب هذه العضلات فهو يقول: ومنفعة هذا المعاء قذف الثفل إلى خارج، وقد خلق الخالق ومده أربع عضلات لتغمده وتمسكه واحدة مشتملة على فم المعاء المستقيم عند المقعدة. 6 أ. ثم يكمل قوله عن بقية العضلات الأخرى قائلا: وهي معينة لتلك من القبض والعصر وطرفيها بين العضلتين يتصلان بأسفل العصب وفوق هاتين العضلتين زوج يتورب باشتماله على المعاء المستقيم ومنفعته إشالة المقعدة إلى فوق وعند استرخاء هاتين يعرض للدبر أن يبرز 6 ب.
27 تبدأ الكتب الطبية اليوم عند وصف المرض بتعريفه في البداية وهذا ما يتبعه فيلسوفنا فيقول في تحديد القولنج: القولنج مرض آلي يعرض من الأمعاء الغلاظ لاحتباس غير طبيعي فيتوجع 6 ب.
ويعود ليشرح أسباب التسمية ويحدد الغرض من ذلك وهو تسهيل مهمة الطبيب الممارس في التشخيص والتفريق عن الأمراض الأخرى فهو يقول:
فالمرض جنس للقولنج والآلي فصل له عن الأمراض يسمى متشابهة الأجزاء وهي المزاجية فإنه وإن كان القولنج يعرض عن المرض المزاجي، فلا يكون المرض المزاجي في نفس القولنج بل سبب القولنج 6 ب.
28 إن الدارس للطب والمتخصص فيه لا يمر على هذه الكلمات مر الكرام فهي كبيرة المغزى والأهمية من الناحية الطبية، وخاصة إذا علمنا أن ذلك حدث قبل ألف عام وقبل أن يعرف فرويد ونظرياته، فالشيخ الرئيس سبق الجميع وأشار إلى حقيقة علمية وهي أن الأمراض المزاجية النفسية قد تسبب أمراض الجهاز الهضمي فهو يقول: وليس إذا كان المرض مزاجيا يجب أن يكون المرض مزاجيا 6 ب.
29 نحن نسمي اليوم مرض الأمعاء الدقاق وهي لفظة مقاربة للفظة الشيخ الرئيس: إيلاوس 6 ب الذي يستعيذ بالله منه أي مستعاذ بالله منه فإنها تكون في الأمعاء الدقاق وليست هي القولنج 6 ب. ونحن نعرف اليوم أن مرض الأمعاء الدقاق أخطر على الحياة من مرض الأمعاء الغلاظ وذلك لكمية السوائل التي يفقدها المريض وتسبب وفاته.
30 إنه يستمر في التفريق بين الاحتباس غير الطبيعي في القولنج وبين غيره من الأمراض التي قد تشبه القولنج فهو يقول: وقولنا لاحتباس غير طبيعي فرق بين القولنج وبين السحج والمغص والزحير وأمراض آلية في الأمعاء لا يسمى شيئا منها باسم القولنج فإذا عرض فحينئذ يسمى الاحتباس دون القولنج وتكون هي أسبابا بالذات وبالعرض للقولنج 7 أ.
31 بعد أن أنهى الشيخ الرئيس التعريف، يعود إلى تقسيم القولنج
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370