بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ١٠٣
وفيه: ان الصحيح - كما عرفت في الوجه السابق - يختلف زيادة ونقيصة، فلا يكون هناك ما يلحظ الزائد والناقص بالقياس عليه كي يوضع اللفظ لما هو الأعم فتدبر جيدا (1).
____________________
(1) هذا هو التصوير الخامس للقائل بالوضع للأعم.
وحاصله: ان الالفاظ الموضوعة للمركبات المحدودة بحدود خاصة، تارة يوضع اللفظ بإزائها بلحاظ حدودها الخاصة على الدقة بحيث يكون الناقص والزائد خارجا عما وضع له اللفظ، كلفظ العشرة، فإنه قد وضع اللفظ فيها لهذا الحد الخاص بحيث تكون التسعة والإحدي عشر خارجتين عما وضع له اللفظ، وأخرى لا يلحظ في المركب من الوحدات الحدود على الدقة، كما في المقادير، والأوزان، فان الواضع للفظ الحقة أو الوزنة وان لاحظ مقدارا خاصا إلا انه لم يضع اللفظ لذلك المقدار محافظا على الحدود بدقة، بل وضعه لما هو الأعم من الزائد والناقص، ولذا تصدق هذه الالفاظ على ما يزيد عنها بمقدار وعلى ما ينقص عنه بمقدار، فان وزنة الحنطة - مثلا - تصدق على ما ينقص عن الوزنة الحقيقية بمقدار مائة حبة - مثلا - وعلى ما يزيد عليها بذلك المقدار.
إذا عرفت هذا، فالأمر في ألفاظ العبادات كذلك، فان الواضع وان تصور التام الواجد لجميع الاجزاء والشرائط، إلا انه لم يضع اللفظ بإزائه، بل وضعه لما هو الأعم من الزايد والناقص، لما نرى من صدق الصلاة - مثلا - على التام وعلى الناقص عنه والزايد عليه، وهذا حاصل ما افاده في المتن إلى قوله: ((أو انه)).
ولا يخفى ان على هذا التصوير لو تم ينفع القائل بالأعم فيما هو المهم له من التمسك بالاطلاق.
اما على ما افاده بقوله: ((أو انه... الخ)) فإنه لا ينفع الأعم في ذلك، لان حاصله: ان الالفاظ وضعت للتام أولا، ثم استعملت في الأعم من الزائد والناقص كثيرا حتى صارت موضوعة له أيضا بالوضع التعيني، وان كان الاستعمال مجازا
(١٠٣)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 98 100 101 102 103 105 106 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443