تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢
وقالت: فرقة: معناه لأقتلنك، وهذان القولان بمعنى واحد.
وقوله: * (واهجرني) * على هذا التأويل إنما يترتب بأنه أمر على حياله; كأنه قال: إن لم تنته قتلتك بالرجم، ثم قال له: واهجرني، أي: مع انتهائك، و * (مليا) * معناه: دهرا طويلا مأخوذ من الملوين; وهما الليل والنهار; هذا قول الجمهور.
وقوله: * (قال سلام عليك) * اختلف في معنى تسليمه على أبيه، فقال بعضهم: هي تحية مفارق، وجوزوا تحية الكافر وأن يبدأ بها.
وقال الجمهور: ذلك السلام بمعنى المسالمة، لا بمعنى التحية.
وقال الطبري: معناه أمنة مني لك; وهذا قول الجمهور; وهم لا يرون ابتداء الكافر بالسلام.
وقال النقاش: حليم خاطب سفيها; كما قال تعالى: * (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) * [الفرقان: 63].
وقوله: * (سأستغفر لك ربي) * معناه: سأدعو الله تعالى في أن يهديك، فيغفر لك بإيمانك، ولما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه.
والحفي: المهتبل المتلطف، وهذا شكر من إبراهيم لنعم الله تعالى عليه، ثم أخبر إبراهيم عليه السلام بأنه يعتزلهم، أي: يصير عنهم بمعزل، ويروي: أنهم كانوا بأرض كوثى، فرحل عليه السلام حتى نزل الشام، وفي سفرته تلك لقي الجبار الذي أخدم هاجر... " الحديث الصحيح بطوله، و * (تدعون) * معناه: تعبدون.
وقوله: * (عسى) * ترج في ضمنه خوف شديد.
وقوله سبحانه: * (فلما اعتزلهم...) * إلى آخر الآية: إخبار من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه لما رحل إبراهيم عن بلد أبيه وقومه، عوضه الله تعالى من ذلك ابنه إسحاق، وابن ابنه
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381