تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٥
لكان ذلك شبهة يدرأ بها الحد عمن ظهر بها حبل من النساء اللواتي لا أزواج لهن، لأحتمال أن يكون حبلها من الجن، كما زعم هذا القائل، وهو باطل، وأما ما ذكره من الوطء، فقد قيل ذلك، وظواهر الأحاديث تدل عليه، وقد خرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، عن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك، لم يضره الشيطان أبدا " فظاهر قوله عليه السلام: " اللهم، جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا " - يقتضي أن لهذا اللعين مشاركة ما في هذا الشأن، وقد سمعت من شيخنا أبي الحسن علي بن عثمان الزواوي المانجلاتي سيد علماء بجاية في وقته، قال: حدثني بعض الناس ممن يوثق به يخبر عن زوجته، أنها تجد هذا الأمر، قال المخبر: وأصغيت إلى ما أخبرت به الزوجة، فسمعت حس ذلك الشئ، والله أعلم.
وقوله سبحانه: (ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر): إزجاء الفلك: سوقه بالريح اللينة والمجاذيف، و (لتبتغوا من فضله) لفظ يعم التجر وغيره، وهذه الآية المباركة
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة