تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٣
أن يكون معنى قوله: (أحاط بالناس) في إضلالهم وهدايتهم، أي: فلا تهتم /، يا محمد، بكفر من كفر، وقال ابن عباس: الرؤيا في هذه الآية هي رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدخل مكة، فعجل في سنة الحديبية، فصد فافتنن المسلمون لذلك، يعني بعضهم، وليس بفتنة كفر.
وقوله: (والشجرة الملعونة في القرآن) معطوفة على قوله: (الرؤيا)، أي جعلنا الرؤيا والشجرة فتنة (والشجرة الملعونة)، في قول الجمهور: هي شجرة الزقوم، وذلك أن أمرها لما نزل في سورة " والصافات " قال أبو جهل وغيره: هذا محمد يتوعدكم بنار تحرق الحجارة، ثم يزعم أنها تنبت الشجر، والنار تأكل الشجر، وما نعرف الزقوم إلا التمر بالزبد، ثم أحضر تمرا وزبدا، وقال لأصحابه، تزقموا، فافتتن أيضا بهذه المقالة بعض الضعفاء، قال الطبري عن ابن عباس: أن الشجرة الملعونة يريد الملعون أكلها، لأنها لم يجر لها ذكر.
قال * ع *: ويصح أن يريد الملعونة هنا، فأكد الأمر بقوله: (في القرآن)، وقالت فرقة: (الملعونة)، أي: المبعدة المكروهة، وهذا قريب في المعنى من الذي قبله، ولا شك أن ما ينبت في أصل الجحيم هو في نهاية البعد من رحمة الله سبحانه.
وقوله سبحانه: (ونخوفهم) يريد كفار مكة.
وقوله: (أرأيتك هذا الذي كرمت علي) الكاف في " أرأيتك " هي كاف خطاب ومبالغة في التنبيه، لا موضع لها من الإعراب، فهي زائدة، ومعنى " أرأيت ": أتأملت ونحوه، كأن المخاطب بها ينبه المخاطب ليستجمع لما ينصه بعد.
وقوله: (لأحتنكن) معناه لأميلن ولأجرن، وهو مأخوذ من تحنيك الدابة، وهو أن يشد على حنكها بحبل أو غيره، فتقاد، والسنة تحتنك المال، أي: تجتره، وقال الطبري " لأحتنكن " معناه لأستأصلن، وعن ابن عباس: لأستولين، وقال ابن زيد: لأضلن.
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة